حينما منح الفيلسوف والروائي والكاتب المسرحي والناقد الأدبي والناشط السياسي الفرنسي جان بول سارتر في عام 1964 م جائزة "نوبل" للآداب ، رفضها احتجاجاً على القيَم البرجوازيَّة والمصالِح السياسية والاقتصادية التي تُسيطر عليها ، وقال مقولته الشهيرة " لا يمكن للكاتب أن يكون سلعة " ، وما جعلني أتذكر مقولة جان بول ، ما سطره أحد الدخلاء على الصحافة والذي نصب نفسه مستشارا إعلاميا وخبيرا استراتيجيا وكاتبا اجتماعيا ، طارحا قلمه للإيجار لمن يريد المديح والثناء ، متحدثا عن نجاحات تحققت لأعمال لم يتم الانتهاء منها أو البدء في تنفيذها ، مشيرا إلى أن هذه النجاحات المحققة جاءت بحكمة ونباهة الرئيس التنفيذي !
فكيف لأعمال لم تنتهي أو تبدأ تحقق هذه النجاحات الباهرة ؟
إن كانت التقنيات الاليكترونية ساهمت في تطور وسائل الاعلام وأوجدت ما يعرف بالصحف الاليكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ، فإنها في المقابل أوجدت ما يعرف بمؤجري الأقلام وهم نوعان :
الأول : من يسخر قلمه للمديح والثناء وتحسين صورة الفاشلين
والثاني : من يؤجر قلمه لكتابة مقالات تنسب لمن يدفع له ، فنرى رجل الاعمال اصبح كاتبا يشار له بالبنان ، وهو لا يعرف الفرق بين الطباق والجناس .
ومن يعرض قلمه للإيجار سعيا للحصول على المال ، فإنه يفسد المجتمع ويغيب العقول ، لأنه يكتب ما يخالف الحقيقة ومجاملة لهذا وذاك .
وإن كانت الاقلام المؤجرة تمثل خطرا على المجتمع لأنها تغير الحقائق وتخون الأمانة ، فإنه تسيء لمن تكتب عنه فيظهر أمام المجتمع بالكاذب .
ومن يستأجر قلما لتنصيبه كاتبا لا يستطيع الوقوف في مواجهة مباشرة لافتقاره للمعلومة ، لذلك نرى من يشترون المقالات بعيدون عن اللقاءات المباشرة خشية من افتضاح جهلهم .
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com






التعليقات 1
1 ping
رضا عجيمي
23/04/2025 في 7:56 م[3] رابط التعليق
اطلعت باهتمام بالغ على المقال القيّم الذي خطه يراع الأستاذ أحمد حلبي، والذي تناول فيه ظاهرة الأقلام المؤجرة، وسلط الضوء على التناقض الصارخ بين القيم الفكرية التي نادى بها رموز الأدب والفكر – وفي مقدمتهم الفيلسوف جان بول سارتر – وبين ما آل إليه حال بعض المنتسبين للمجال الإعلامي في وقتنا الحاضر.
إن ما جاء في المقال يعكس وعيًا مهنيًا رفيعًا، وموقفًا مسؤولًا تجاه ما يُمارس من تزييف للحقائق، وتسويق للإنجازات الوهمية، عبر أقلام لا تنتمي للمهنة إلا شكلًا، وقد تخلت عن أمانتها المهنية وأصبحت وسيلة دعائية رخيصة في يد من يدفع أكثر.
وإذ نشكر للأستاذ أحمد حلبي هذا الطرح الصادق والشفاف، فإننا نؤكد أن هذه الأصوات النزيهة هي ما نحتاجه اليوم لإعادة الاعتبار للمهنة، وللارتقاء بمستوى الكلمة، وحماية الرأي العام من التزييف والتضليل.