استوقفتني آية قرآنية عظيمة
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)"
منهج رباني في التعامل مع الناس " ادفع بالتي هي أحسن"
ادفع بحِلمك جهل من جهل عليك، وبعفوك عمن أساء إليك، وبصبرك عليهم مكروه ما تجد منهم.
مررت في حياتي بمواقف ومحن وابتلاءات ..
أرسل الله لي من يدعمني ويشد من أزري ويساعدني لكي أتخطى.
ووجدت من كثير ممن هم أقرب الأقرباء جفاء وبُعد وتجاهل متعمد أو غير متعمد، الله أعلم.
ولكن لا بد لنا أن نلتمس الأعذار ونفترض حسن النوايا في كل من حولنا ونتغافل لكي يستمر الود.
هذا المنهج الرباني العظيم ليس ضعفًا من الإنسان، بل هو الحلم واللين والعفو والتماس الأعذار، هكذا تعلمنا من ديننا الحنيف.
أنا ضد نظرية أن تعامل الناس كما يعاملونك، ولو عملت بها لقطعت علاقتي بأشخاص كثيرين من أقرب المقربين، لم يقفوا بجانبي، وهو واجب عليهم، ولم يؤازروني في أحزاني.
نجد الآن من يقول: لن أزور فلانًا في مرضه لأنه لم يزرني، ولن أعزيه لأنه لم يعزني،لن أتصل عليه وأسأل لأنه لم يتصل، لن أقف بجانبه في ظروفه وأدعمه لأنني لم أجده في ضيقَتي.
سأشتمه كما شتمني، سأرد له الأذية التي آذاني بها أضعافًا مضاعفة، وغيرها الكثير من الأمثلة...
ومن هنا تأتي هذه الآية: "ادفع بالتي هي أحسن"
طالما تستطيع أن تساعد أو تدعم، فافعل، والتمس العذر لمن لم يفعل، ولا تعامل الناس بسوء خلقهم فتصبح مثلهم.
خلقنا الله في هذه الحياة لنكون عونًا لبعض.
افعل ما تستطيع أن تفعله حسب قدراتك وظروفك، وانتظر الأجر من الله.
ولا تلتفت لكلمات البشر التي تكون في كثير من الأحيان مؤلمة...
فتجد من لم يكن بجانبك في أي موقف، يأتي الآن ليلومك على أنك وقفت معه ولكن بقدر أقل من توقعاته...
ولا يأبه بظروفك وما تعانيه...
أتألم، ولكن أعود لهذه الآية فأهدأ، وأدعو الله دائمًا أن أعمل بما ورد فيها...
وأدعو الله أن يُصلح نفوسنا، وأن يُؤلِّف بين قلوبنا، ويُبعد عنا الضغينة والبغضاء.
تسامحوا وادفعوا بالتي هي أحسن، فيتحول العدو إلى صديق بحسن خُلقك، فما بالك بالصديق أو من تجمعك بهم صلة الدم والرحم.
دمتم بخير.





