نادوكَ كدتُ بِلا وَعْيٍ أجيبُ أنَا
والبَعضُ يَصْدُقُ أحياناً على الكُلِّ
وَقَفْتُ أنْسُجُ آمالاً .. رؤىً .. ودُنَى
رياضُها في غَدي هَتَّانَةُ الطَّلِّ
صَوتُ الحَسَاسِين.. غُنْجُ النّهرِ .. رقصَتُهُ
ضوعُ العُطورِ .. وَهَمْسُ الماءِ للفُلِّ
هي انْعِكاسُ تَمَاهينا وَرَجْعُ صدىً
كالعُشْبِ في ضفّةِ الأحلامِ مُخْضَلِّ
يستغربونَ أنا فيهم ولستُ هنا
أتَجْمَعُ الرُّوحُ بين اثنينِ في الحِلِّ
فكم شُفيتُ إذا ما زادني سقماً
وكم سَمَوتُ لِعِلّيين في ذُلي
وكم فنيتُ لأغدو حاضرا أبدا
أقول للشمس في أعماقيَ انسلي
أغمضتُ عيني واستهديت عن ثقة
فله جهاتيَ في الترحالِ والحلِّ
يا مَن نَمَا فَغَدا في غُربَتي وَطَنَا
إنْ لم تَكُنْ لي فَمَن لي في الدُّنى قُل لي
بَسَطتَ كَفَّكَ، إن الجودَ آيَتهُ
مِن سورة السَّهلِ لا مِن سورة التَّلِّ
من كُوَّةِ العَتْمِ فاضَ النّورُ أعرفه
فله صفاتكَ في التّحنان والدّلِّ
من يسكن القلب رغما عن ذويه فلا
،حاشى وربي ، لا يدعى بِمُحتلِّ
يا متلفي .. جَسَدي ساعي البريدِ ضُحَىً
يلقي الرَّسائلَ بين الشَّمسِ والظِّلِّ
للناس أحبابهم .. يُعزونَ لي شططاً
ويعذلون إذا ما قلتُ: لي خِلي
أوصيكَ يا قلبُ أعرض عن جهالتهم
وكلما أسرفوا .. في بابه صَلِّ
ـــــــــــــــــ
*.عضو اتحاد الكتاب العرب





