صغارًا وليتسعِ الصوتُ..
لنسبحَ في مدراتِ النُّور
وأروقةِ الذِّكرَى..
ويَأتِي رمضانُ الغضُّ..
يَهلُ ريًّا ورَيَّانَ
وفروعُ الضوءِ..
كَوجهِ الشَّيخِ..
وصحنُ البيتِ..
وقُطوفُه.. تَرويحةُ القرآنِ
أو ما تَيسَّرَ..
عسجدٌ يبددُ كلَّ أوراقِ الحزنِ العابرِ،
والمحتملِ..
يُلوِّنُ صُروفَه بينَ حينٍ وآخرَ،
يَرتقِي بِقلبِي إلى السَّمواتِ
طِباقًا
يَعلُو، تُهدهدُه،
يحلِّقُ عبرَ دوائرِ العرضِ
وجداولِ الوقتِ..
لا جاذبيةَ في الكونِ تبدُو
ولا في القَدمِ الصغيرةِ..
تَرتفعُ دَرجَاتِي..
فينتهي التَرَحُ.. وينخلعُ النعلانِ
ويُرسمُ فوقَ أسرابِ الغيمِ المَقَام..
من فاطرٍ.. للتَّوبةِ
يعانقُ الجنةَ صوتُكَ..
ينمِّقُ البساتينَ..
يبسطُها ببعضِ حُسنكَ..
روضةٌ من رَحمِ الصَّعيدِ..
ومرحمةٌ
يرنُو إليك الرضَا..
والسبيلُ..
رَواحُها قَبسٌ من السُّوَرِ
ونهرُ وضاءةٍ في الثَّغرِ
وعبرَ الجسرِ الأبيضِ العُلويِّ..
ومآزرِ الجسدِ.. يرتلُ
وجناحُ ذاكَ الطيرِ يَخفقُ
يُسبِّحُ والملائِك من لحظٍ وطَيف
ليشرعَ الصوتُ الشفيفُ..
ويشقَّ عن صَدرِي
ولمرةٍ أولَى وألفٍ..
أقفُ على العتبِ المباركِ
أرتَوي.. تِيهًا
ويَفئُ خوفِي..
وظلُّ من كانوا هُناك
من حيثُ جاءَ يعودُ، يَندحرُ
فلا نصبٌ ولا بثٌّ..
من نورِ صوتِكَ..
للمذياعِ تِرياقِي
أبسطُ رَبوتي (صَمدا)
هنا أَتلهَّي بالذاتِ عن ذَاتِي
أتبتلُ بالصوتِ وبتلكَ الوسيلةِ..
لا أبرحُ..
حين أرتشفُ في طَرفةِ العينِ وانتباهتِها..
فيضَ السكينةِ..
أوقنُ.. أنَّ الذبيحَ.. قد جاءَ يمتثلُ
تَحفُّهُ الملائكُ رحمةً.. تغشاهُ
قد جاءَ بالبشرَى الغلامُ
يا سيدي.. هل لِي بمزمارٍ لدوادَ وعهدٍ ؟!
أني حين أسمعُكَ أعاندُ صَبوتِي
هلا خشعت؟!
أني بآيٍ..
وقَد سَرتْ في الأبهري
جسدٌ.. تبرأَ
يمتثلُ لأمنِكَ.. فيذوبُ فرطًا للحياءِ..
طيبًا ومِسكًا
يا قارئَ القرآنِ منك طلاوةٌ..
والنورُ يخطُو في مدَى قَدميكَ
الصوتُ مكةُ..
وليتسعِ باللهِ هَذَا القلبُ





