الإدارة هي عملية تنظيم وتنسيق الموارد البشرية والمادية لتحقيق أهداف المنشآت الحكومية أو الخاصة بكفاءة وفعالية. وتشمل هذه العملية: التخطيط، والتنظيم، والقيادة، والسيطرة على الأنشطة المختلفة داخل المؤسسة أو المنظمة، ولهذا تعد الإدارة فن يتحقق من خلاله النجاح والتنمية المستدامة.
وإذا تم تطبيق مبادئ الإدارة بشكل صحيح سيقابلها الابتكار في تحقيق الأهداف والإبداع في تنفيذ المهام والتميز في الإنتاجية، ولكن متى يتحول هذا الجمال الإداري إلى عفن إداري؟
يتحول هذا الفن إلى عفن عندما يتم تحويل هدفه إلى منافع خاصة مثل تقديم التكتلات الحزبية والمصالح الشخصية على مصلحة المنشأة ويتقدم أصحاب المعارف والقرابة إدارياً على أصحاب الخبرة وأهل الإبداع والعطاء وعندما يتقلد الفارغ إدارياً بالمناصب ويهمش ذوي الكفاءات وأهل الاختصاص.
إن المنشآت تعكس ما داخل دهاليزها بحيث تصعد إلى القمة إذا تولى مهامها فريق إداري أكثر تمكناً وإبداعاً وعدلاً بدءً من أعلى قيادي فيها إلى أصغر موظف وتسقط إلى الهاوية إذ جاء من يهدم هذا الفريق وتسلط عليه وظلمه، إن العفن الإداري إذا جاء على شيء أفسده وأنهى قيمته وعطل فائدته.
إن الفساد الإداري والمالي يستطيع أن يدمر أي منشأة مهما كانت ميزانيتها ضخمة؛ لذا يجب أن تبنى القرارات الإدارية من أجل المنفعة العامة وتحقيق الأهداف النبيلة وليس من أجل القرابة والمعارف والمصالح الشخصية ومن هو محبوب أو مكروه أو له سلطة أو اسطة لدى صانع القرار أو المتنفذين من حوله في هذه المنظمة أو تلك المنشأة والعمل بإخلاص وأمانة لتحقيق المنفعة المرجوة ولن تتحقق ما لم يتمكن إدارياً أهل الاختصاص والعدل الإداري من القيادة.
ومن نعم الله علينا في المملكة أن جاءت الرؤية الطموحة (رؤية 2030) التي أعطت روحاً وأملاً تجاوزنا من خلالها الكثير من هذه الظواهر التي عرقلة كافة مناحي الحياة وعطلت البلاد والعباد من التطور والتنمية، وأصبحنا نشاهد الكفاءات الفعّالة والمبدعين في الإدارة والتنفيذ، وكل هذا بفضل الله ثم التوجيهات الحازمة من القيادة الرشيدة من لدن خادم الحرمين الشريفين وولى عهده الأمين – حفظهم الله ورعاهم – ومحاسبة المتورطين كائناً من كان.
خلاصة القول بأن الإدارة فن إن أعطيت إلى من يستحقها سيترجم ذلك على أرض الواقع وسيجني ثمارها الوطن والمواطن وإن أعطيت لغير ذلك فلن تجد إلا المهزلة الإدارية.





