في ظهيرة أول أيام عطلة نهاية الأسبوع، جلست أمام الشاشة لمتابعة نهائي بطولة النخبة الآسيوية. لم أكن أهلاويًا في ميولي، لكنني حضرت المباراة بقلب سعودي خالص، أتابع ممثل وطني وهو يخوض معركة كروية أمام فريق ياباني بارد الأعصاب، أطاح بكل الفرق العربية دون رحمة، هزم السد القطري، وأرهق النصر السعودي واخرجه من السباق خالي الوفاض أثار فينا القلق والرهبة، بل والرعب، رغم ثقتنا الكاملة في كتيبة الأهلي.
منذ أكثر من عشر سنوات لم أشاهد مباراة كرة قدم بهذه العصبية. غابت المنتخبات السعودية عن التألق، وتراجع مستوى فريقي المحلي الذي أعشقه حد النخاع. لكن مساء الأحد الـ3 من مايو 2025م كان مختلفًا. عدت فيه شابًا كما كنت قبل اربعة عقود، أتابع اللقاء بكل جوارحي، متوترًا في كل هجمة، متحفزًا في كل كرة، حتى جاء الفرج وانطلقت الأفراح.
(الأهلي) كان على الموعد... رجال داخل الملعب، نجوم فوق العادة. أبدعوا، أمتعوا، وأسعدوا قلوب السعوديين جميعًا، دون النظر إلى الانتماءات. كانوا سفراء حقيقيين للوطن، لم يخذلونا، بل رفعوا الرأس عاليًا، وأعادوا لنا هيبة الكرة السعودية في المحافل الآسيوية.
أمتعنا (الأهلي) بأداء قتالي وانضباط تكتيكي عالٍ. مدرب شاب، لكنه كبير بعقليته، استطاع أن يوظف نجومًا من العيار الثقيل، كلٌّ منهم أثبت أن قيمته السوقية ليست رقمًا فقط، بل انعكاس لما يقدمه داخل الملعب من روح وإبداع ومسؤولية.
وبينما كانت عطلة نهاية الأسبوع تمر على كثيرين من امثالي بالغربة بشكل اعتيادي، تحولت عندي إلى أجمل عطلة، خففت عني عبء الغربة، وأعادتني إلى لحظات وطنية افتقدناها كثيرًا.
شكرًا لنجوم (الأهلي) ... شكرًا لأنكم أفرحتم شعبًا كاملًا، وأسعدتم كل رياضي عاشق لتراب هذا الوطن. شكرًا لإدارتكم، لجهازكم الفني والإداري، لشركة ربيحة، وإدارة غير ربحية ، لكل من عمل بإخلاص ليُكتب هذا المجد.
وأكبر الشكر لعراب رؤيتنا، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي غيّر وجه الرياضة السعودية، وأطلقها إلى آفاق عالمية غير مسبوقة. والشكر موصول لسمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، على جهوده الكبيرة في تطوير القطاع الرياضي وتهيئة بيئة النجاح.
(الأهلي) لم يحقق فقط بطولة... بل أعاد لنا الحلم، والثقة، وحرارة التشجيع.
فوزٌ سيُكتب في ذاكرة الكرة السعودية، ومباراة ستظل حاضرة في قلوب عشاق الوطن ، هذا علمي وسلامتكم .
ــــــــــــــــــــ
*رئيس التحرير





