نعم، لقد حققنا إنجازًا عربيًا كبيرًا بفوز الكويت باستضافة المؤتمر الـ31 لمنظمة الصداقة العالمية في عام 2027، غير أن الحديث عن هذا النجاح لا يكتمل دون ذكر الجهود الخالدة التي بُذلت منذ اللحظة الأولى وحتى إعلان النتيجة. وفي مقدّمة تلك الجهود، تبرز الرائدة القوية ذات الكاريزما المتفرّدة، الرائدة آسية فتح الله من تونس.
المرأة التونسية ليست مجرد نصف المجتمع، بل هي قلبه النابض وروحه المتقدة. ويطلق عليها في بلادها لقب "العزيزة"، وهي كذلك فعلًا. وما جسّدته الفاضلة آسية فتح الله من دور، إنما يؤكّد أنها عزيزة في قيمتها، عزيزة في حضورها، وعزيزة في مكانتها داخل المجتمع المحلي والعربي والدولي.
آسية فتح الله شامخة كزيتونة قرطاج، وناعمة كنسمة البحر الأبيض المتوسط. جمعت بين أصالة الجذور وحداثة الفكر؛ حفظت إرث الجدّات، وواكبت العصر بثقة واقتدار. ترى في ملامحها قوة نساء البادية، وذكاء الحواضر، وأناقة نساء الساحل التونسي.
هي امرأة قارئة، مثقفة، متابعة لشؤون وطنها، لا تقف في صفوف المتفرجين، بل تتقدّم الصفوف صانعةً للقرار، لا تابعة له. تُعطي بلا كلل، وتُنجز بلا ضجيج، وتمضي بثبات كما اعتادت نساء تونس العظيمات.
لقد تميّزت في ميادين عديدة، كما تميّزت المرأة التونسية على مر العقود؛ فهي من أوائل النساء العربيات نيلًا لحقوقهن، ومثّلت حضورًا مشرّفًا في البرلمان، والإدارة، والفنون، والعلوم، والتعليم، والرياضة. ويكفيها فخرًا أنها قدوة ومصدر إلهام لكل امرأة عربية.
وممثلة العرب وسفيرتهم في منظمة الصداقة العالمية، آسية فتح الله، هي الوجه الحقيقي للمرأة التونسية... زهرة الشمال، ووردة الثورة، ونبض الحرية.
ومنذ انضمامي إلى الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات، وجدتها دومًا في الطليعة: حاضرة بعطائها، مخلصة بروحها، دافئة في حديثها. جمعتني بها علاقة أخ بأخته، علاقة تتجاوز الرسميات، تملؤها الثقة، والاحترام، والمودة الصادقة.
كانت، وما زالت، تفضل الحديث إليّ بروح الأخت التي تنصح وتساند، وتنثر الطمأنينة من حولها.
أطال الله في عمركِ يا رائدة آسية فتح الله، وأبقاكِ ذخراً لتونس، وفخرًا لكل العرب.





