في زمن أصبح التميز فيه ضرورة، لا ترفًا، وفي مشهد تعليمي يزداد تطورا وطموحا تبرز تجارب تعليمية محلية تكشف عن أثر القيادة الواعية، لتحقيق (قيادة تصنع الفارق ) ومن أبرزها تجربة تعليم الطائف تحت إدارة الدكتور سعيد بن عبدالله الغامدي، الذي تولى مهامه مديرًا عامًا للتعليم في يوليو 2023. والذي أعاد تشكيل المشهد التربوي بمنهجية واضحة ورؤية متزنة يجمع بين التحول المؤسسي والاهتمام الإنساني
ومنذ اللحظة الأولى، بدا الرجل مشغولًا بسؤال النوع لا الكم، فقاد دفة التحول برؤية تعتمد على المؤشرات، لا الشعارات، وعلى الفعل قبل القول.
ولعل أبرزها رعاية الموهبة: من الرؤية إلى الأثر
ففي معرض "إبداع 2025" ومقياس "موهبة"، كانت الطائف على موعد مع التميز، حيث شارك 2,472 طالبًا وطالبة، اجتاز أكثر من 2,100 منهم المقياس، وتم تصنيف 843 ضمن فئة "الموهوبين". هذه الأرقام لا تعني فقط تفوقًا علميًا، بل تكشف بنية تنظيمية ترعى الموهبة وتستثمر فيها. ولعل تحقيق طالبة من الطائف المركز الثالث عالميا في جوائز آيسف 2025 مؤخرا بأمريكا خير مثال
ونجد في جانب آخر بعنوان بنية تحتية تنمو.. ومدارس تغادر الاستئجار
في عام واحد، شهدت المحافظة توسعًا ملموسًا في برامج الطفولة المبكرة، وتحديثًا للبنية المدرسية، والاستغناء التدريجي عن المدارس المستأجرة. وهو ما انعكس إيجابًا على جودة البيئة التعليمية، وحفّز منسوبي التعليم على تقديم أداء أكثر فاعلية.
ولنذهب لزاوية أخرى وهي (مبادرات ليست شكلية)
حيث لم تكن المبادرات مجرد عناوين براقة، بل أدوات فاعلة للقياس والتحسين، مثل لوحة "مؤشرات الأداء المدرسي" التي تراقب الإنجاز التعليمي بدقة، و"أستعد لأنافس" التي تستهدف تعزيز الجاهزية للاختبارات الوطنية، إلى جانب "معًا للقمة" لتمكين الطالبات في الاختبارات التحصيلية.
فيما نجد في الجانب الإنساني اهتمام واسع من خلال زيارته لمركز الأمير سلطان للتربية الخاصة كمحطة لافته تؤكد على دمج الفئات الخاصة في النسيج التعليمي . ولم يغفل الدكتور الغامدي دور المعلمين والمعلمات الذين اعتبرهم صناع النهضة في يومهم العالمي.
بينما نجد في الرياضة والفنون.. شراكة رائعة في التربية
حين أطلق الدكتور الغامدي النسخة الخامسة من دوري المدارس لكرة القدم، لم يكن الحدث رياضيًا فقط، بل جزءًا من رؤية تعليمية متكاملة ترى في النشاط المدرسي وسيلة لصناعة شخصية متوازنة. وقد تم فتح الملاعب والصالات في الفترة المسائية، في خطوة تعكس وعي الإدارة بأهمية احتواء الطلاب خارج ساعات الدوام.
أرقام تقول ما لا تقوله الكلمات
أكثر من 1,000 طالبة استفدن من البرامج التحفيزية للاختبارات الوطنية.
74 معلمًا ومعلمة حصلوا على درجة "الخبير" في الرخصة المهنية.
24 معلمًا تم تكريمهم لتميّز نتائج طلابهم في "نافس".
52 طالبًا وطالبة حصلوا على أعلى درجات استثنائية في موهبة.
كلمة أخيرة :
لم يكتفِ الدكتور سعيد الغامدي بقيادة إدارة تعليمية، بل عمل على صناعة أثر تعليمي مستدام، مستندًا إلى بيانات دقيقة، ورؤية وطنية واضحة. واضعا نصب عينيه تحقيق جودة شاملة تمكن الجيل القادم من التميز والريادة
وإذا كان التعليم عماد الرؤية، فإن قياداته هم صانعو الفارق الحقيقي.





