لم أكن الأول ، ولن أكن الأخير الذي يطرح هذا السؤال ، فقد سبقني إليه الكثيرون ، وسياتي بعدي الأكثرون ليطرحوا نفس السؤال ، فالناجحون في أعمالهم لا يواجهون حربا شريفة من أصحاب المصالح والمكاسب ، لكنهم يواجهون إساءة لسمعتهم ومكانتهم ومنجزاتهم التي قدموها طوال مسيرتهم العملية السابقة ، وما قدموه داخل المنشأة منذ وصولهم حتى الآن .
ومن صور الحروب التي نراها هذه الأيام ما تتعرض له بعض شركات أرباب الطوائف ، فبدلا من ان يقف الجميع معها داعما وساندا لتؤدي أعمالها بشكل جيد حتى ينتهي موسم الحج ، وتفتح الأوراق لمعرفة ما تحقق من أعمال جيدة ، وما دون من ملاحظات لأخطاء كان من الممكن تلافيها ، اصبحنا نرى اليوم من يقف متصيدا كل هفوة تحدث في محاولة للإطاحة بالشركة المساهم بها ، متناسيا أن أي ضرر أو خسارة أو فشل تتعرض له سيناله جزء منها حتى وإن كان بعيدا فهو مساهم يتضرر بتضرر الشركة المساهم بها .
ومن عجائب ما نراه أن بعض رؤساء وأعضاء مجالس الإدارات السابقين اصحبوا هم من يقفون ضد الشركات المساهمين بها ، بحجة أنهم أصحاب خبرات عملية عالية ولو كانوا في مواقعهم لما حدث ما حدث للشركة !
فما الذي حدث للشركة ؟.
بعد صدور نظام مقدمي خدمات حجاج الخارج ، وإلغاء التوزيع الجغرافي ، اصبح بإمكان مكتب شئون الحجاج التعاقد مع أي من شركات مقدمي خدمات حجاج الخارج ، وهذا يعني أنه لم يعد حجاج هذه الجنسية مرتبطين بهذه الشركة أو تلك ، فهم يبحثون عن مستوى الخدمة والسعر المناسب ، وهو حق كفله لهم النظام .
فهل المطلوب من مجلس إدارة هذه الشركة أو تلك عدم السماح للحجاج بالذهاب لشركة أخرى ؟
أتمنى أن تتغير الأفكار ، وتذهب المصالح الخاصة ، وتترك مجالس الإدارات تعمل بالشكل الذي تراه ونحاسبها بعد موسم الحج ، أما الاستمرار في محاربتها بطرق وأساليب صبيانية فهذا يعني محاربة النجاحين والإبقاء على الماضي لتحقيق مصالح خاصة مرتبطة بالتمسك بكرسي الرئاسة ومراكز القيادة ليس لسنوات بل لعقود طوال أخرى .
إن محاربة الناجحين نوع من الحسد الذي يصيب الفاشلين ، فيسعون من خلاله لعرقلة مسيرة العمل ، تارة بالتشكيك في الذمم ، والادعاء بحصولهم على امتيازات ومكاسب خاصة ، وحينما تكشف الأوراق يهربون من المواجهة ، لأنها ستوضح ما كانوا يقومون به من تجاوزات بتعيين أبنائهم وأقاربهم .
خلاصة القول لا يمكن لمحاربي النجاح تحقيق أهدافهم حتى وإن استأثروا المشاعر ، وتحدثوا عن أيام مضت يوم كانوا داخل هذه المنشأة أو تلك ، فالكل يعرف أنهم كانوا يغلقون الأبواب ، ويعينون الزوجات والأبناء والأقارب بوظائف دون أعمال يمارسونها .
وعلينا أن نفكر جيدا وندرك ان الوقت غير مناسب لأي عمل صبياني يقوم به البعض ، فالاختلاف في الراي أمر وأرد ، وله وقته المناسب ، وبأدب واحترام وبعيد عن الاساءات الشخصية والاتهامات المباشرة والغير مباشرة .
ـــــــــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com





