قال الله تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ ، وقال النبي ﷺ:"الحُجّاج والعُمّار وفدُ الله، إن دعَوه أجابهم، وإنِ استغفروه غفر لهم."
الحاجُّ وافدٌ على الله، ومن وفدَ عليه أكرمه. ومن إكرام الله للحاجّ أن يُسخّر له من يقوم على خدمته ورعايته.
جهود الدولة المباركة
حكومتُنا الرشيدة -رعاها الله وسدّدها- لا تألو جهدًا في خدمة الحُجّاج والعُمّار، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ، تُقدِّم كل غالٍ ونفيس لتسهيل أداء النُّسُك، وتوفير سبل الراحة والطمأنينة، من لحظة الوصول حتى العودة إلى الديار.
مسؤوليتنا كمجتمع
يقع علينا -أفرادًا ومؤسسات- أن نُسهم في شرف خدمة ضيوف الرحمن. لكن من المهم أن نُدرك طبيعة احتياجات الحاجّ ، فمن الملحوظ أن البعض -بدافع البرّ والإحسان- يظن أن الحُجّاج بحاجة إلى الإعانات أو التبرعات المادية! والحقيقة أن الحاجّ يحمل زاده وراحلته، كما قال الله تعالى: ﴿من استطاع إليه سبيلًا﴾ فالاستطاعة تشمل نفقات السفر، السكن، الإعاشة، التنقّلات، وغيرها.
الإكرام... لا الإحراج
نُكرم ضيوف الرحمن لا لأنهم بحاجة، بل لأنهم وفدوا على الله ، وذلك يكون بحُسن الاستقبال، وكرم الضيافة، وتلمُّس الاحتياجات، دون أن يشعر الحاجّ أنه يتلقّى صدقة أو معونة ، ينبغي أن تكون المبادرات الخيرية إنسانية راقية، تُقدَّم بطريقة حضارية، تُعزِّز قيمة الضيف، لا أن تُشوّهها بمظاهر عشوائية.
ملاحظة مهمة للمحسنين
من المشاهد المؤسفة: توزيع الوجبات في عبوات كرتونية، عند مداخل الفنادق أو على الأرصفة، وبطريقة غير منظّمة، وبواسطة عمّال ، هذا المشهد يُشعر الحاجّ بالامتهان، خاصة إذا اضطر للوقوف في طوابير طويلة، مما يُفقد الفعل الخيري قيمته المعنوية.
نتمنى من أهل الخير التنسيق مع الجمعيات الخيرية، لتقديم الوجبات داخل الفنادق، على موائد مهيأة، وبحضور ممثلي المبادرة، لتتحول لحظة التوزيع إلى لقاءٍ إنساني راقٍ، يتجلى فيه حب الدين، وكرم الأخلاق.
أثر باقٍ ودعوات صادقة
بعض المبادرات المنظّمة كان لها أطيب الأثر في نفوس الحُجّاج، ولا تزال حاضرة في ذاكرتهم، ممتزجة بدعواتهم الصادقة لمن أحسن إليهم، خاصة ونحن نُقبل على عشر ذي الحجة، خير أيام الدنيا.
ختاما : نسأل الله أن يتقبّل من الجميع، وأن يُجزل المثوبة لكل من أسهم في خدمة ضيوفه، وأن يحفظ المملكة العربية السعودية، وقادتها، وشعبها الكريم، بحفظه وعنايته.
ــــــــــــــــــــــــــــ
*مهتم بالمسؤولية المجتمعية





