تستعد بلادي، المملكة العربية السعودية، وهي في الأمتار الأخيرة لاستقبال أكبر تجمع بشري في العالم، موسم حج دقيق التنظيم في مواقع محددة، ومساحات محكومة، وتوقيت مضبوط لا يحتمل الخطأ.
الاستعداد لهذا الموسم الكبير بدأ قبل 12 شهرًا، أي فور انتهاء موسم عام 1445هـ، والعمل مستمر بلا توقف، حيث تتناغم كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والصحية والأمنية والخدمية مع القطاع الخاص، لتشكل جسدًا واحدًا هدفه خدمة ضيوف الرحمن.
التجربة السعودية في تنظيم الحج أثبتت عبر السنوات قدرتها العالية على تحقيق قفزات نوعية، وترسيخ معايير الجودة والانضباط. ولعل أفضل دليل على ذلك هو ما يقدمه الحجاج والمعتمرون والزوار في كل موسم من شهادات تقدير ورضا عن الخدمات المتكاملة، من لحظة وصولهم إلى الحرمين الشريفين وحتى مغادرتهم.
ما يميز هذا النجاح هو أن كل جهة حكومية تقوم بدور رقابي على الجهات الأقل منها، في توازن إداري دقيق يضمن التنفيذ الأمثل لكل التفاصيل.
على رأس هذا التنظيم الكبير يقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، اللذان يشرفان على كل تفاصيل موسم الحج، ويتابعان جهود العاملين من أصغر نقطة تفتيش إلى أعلى لجان التنظيم.
تتواجد الحكومة السعودية بكل ثقلها في المشاعر المقدسة وبين الحجاج، في مراكز الخدمة والمستشفيات وغرف المراقبة، لتؤكد للجميع: نحن هنا لخدمة ضيوف الرحمن، وأمانتنا تقديم أفضل ما لدينا.
الخدمات لا تقتصر على المشاعر فقط، بل تمتد إلى حماية حدود المملكة برا وبحرا وجواً، إلى جانب الخدمات اليومية التي تقدم للمواطنين والمقيمين في كل المدن ، والتي لا تتأثر ولا تنقص في غمرة الانشغال بالحج
في النهاية، لا جديد في أن السعودية تدهشنا، ولكن الجديد هو ما تضيفه كل عام لتثبت أنها الدولة المتمرسة في صناعة التنظيم، وخدمة الحجاج، وإدارة التحديات الكبرى.
ـــــــــــــــــــ
*رئيس التحرير





