في كل موسم حج، تثبت وزارة الداخلية السعودية أنها الحارس الأمين لأمن الحجاج وسلامة الملايين الذين يفدون إلى بيت الله الحرام من مشارق الأرض ومغاربها. دورها لا يقتصر على الجوانب الأمنية فقط، بل يمتد إلى التنظيم، وإدارة الحشود، ومنع المخالفات، وتوفير بيئة آمنة تليق بضيوف الرحمن ، فهي تتولى مسؤلية الحاجة وتستقبله من منفذ الدخول برا وبحرا وجوا وحتى مغادرته من حيث أتى
منذ لحظة انتهاء الموسم المنصرم بدء الاستعدادات لهذا الموسم ، حيث تنطلق الوزارة بخطط محكمة، تشمل توزيع رجال الأمن في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والإشراف على نقاط التفتيش، والمنافذ الحدودية، والمطارات، للتأكد من انسيابية الدخول وامتلاك كل حاج للتصاريح النظامية.
وفي عمق المشاعر، يظهر دور الوزارة بوضوح من خلال إدارة دقيقة للحشود. فمع ملايين الحجاج، يصبح الزمن والمساحة عناصر حساسة، وهنا تتولى وزارة الداخلية تنظيم التفويج، وتحديد مسارات الحافلات وقطار المشاعر، وتنسيق الجداول الزمنية لكل فوج، لضمان تنقل الحجاج بين منى وعرفات ومزدلفة بسهولة وأمان.
تستخدم الوزارة أحدث تقنيات المراقبة الذكية، عبر الكاميرات والرصد الإلكتروني، وتستفيد من الذكاء الاصطناعي لتحليل حركة الحشود واتخاذ قرارات فورية تمنع التكدس وتجنب الحوادث. كما تتابع الحالة المرورية داخل مكة وعلى طرقها الدائرية، وتفعّل خطط الطوارئ بالتعاون مع الدفاع المدني.
"وتشرّفتُ كإعلامي، على مدى سنوات عديدة، بحضور المؤتمرات الصحفية التي تطلقها الوزارة عبر قطاعها الرئيس (الأمن العام) ، والتي تُقدّم المعلومات للمواطن والمقيم والحاج بشفافية، ليطمئن ويتفرغ لأداء نسكه بيسر وسهولة. كما تمنح وسائل الإعلام الضوء لنقل الرسالة إلى القاصي والداني في مختلف أنحاء العالم."
ولا تتهاون الداخلية مع الحملات الوهمية أو مخالفي أنظمة الحج. إذ تُنفذ حملات ميدانية لرصد المخالفين، وتطبق العقوبات، وتمنع دخول غير النظاميين إلى مكة خلال موسم الحج، بما يعزز الانضباط العام ويحمي الحجاج من الاستغلال.
وتضطلع الوزارة بمهمة إنسانية نبيلة، فتدير مراكز للمفقودين وتُسهم في لمّ شمل التائهين، وتعمل على مدار الساعة للرد على البلاغات، ومعالجة الحالات العاجلة، بالتعاون مع الجهات الصحية والخدمية الأخرى.
باختصار، وزارة الداخلية ليست فقط جهة أمنية، بل هي شريك استراتيجي في نجاح موسم الحج. تضمن انضباط الحشود، وسلامة المسارات، وتوفر الأمان النفسي والجسدي لكل حاج. في ظل قيادة واعية، ورجال أمن مخلصين، تستمر المملكة في تقديم أنموذج يُحتذى به عالميًا في إدارة أكبر تجمع بشري على وجه الأرض.
تبقى مناطق الحج والطرق المؤدية إليها، من المنافذ البرية والجوية، وصولًا إلى المدينتين المقدستين ومشاعر الحج، على رأس أولويات وزارة الداخلية، التي تُشرف عليها بمنتهى الدقة والعناية، لضمان أمن الحجيج وسلامة تنقلاتهم منذ لحظة الوصول، وحتى أداء المناسك، والعودة سالمين غانمين.





