في كل موسم حج، تقف المملكة العربية السعودية شامخة بقيادتها وشعبها، وهي تقدم أعظم نموذج إداري وتنظيمي في العالم، يتمثل في إدارة ملايين الحجاج القادمين من شتى بقاع الأرض لأداء شعيرة الحج. وفي قلب هذا الإنجاز، تقف وزارة الحج والعمرة، الجهة المعنية بتيسير كل ما يتعلق بالحجاج والمعتمرين، من الاستقبال حتى المغادرة، بتنسيق دقيق وخطط شاملة ترقى إلى أعلى معايير الخدمة والاحتراف.
فمنذ لحظة إعلان بدء التسجيل لموسم الحج، تبدأ وزارة الحج والعمرة بتنفيذ خطة متكاملة تشمل: تنظيم إجراءات التقديم للحج عبر منصاتها الرقمية، والتنسيق مع الجهات الأمنية والصحية والخدمية، وتوزيع الحصص لكل دولة بناءً على الاتفاقيات والبروتوكولات الدولية، ومتابعة شركات ومؤسسات حجاج الداخل والخارج.
وتهدف الوزارة إلى ضمان أن كل حاج يعيش تجربة إيمانية سلسة ومنظمة، بدءًا من حصوله على التصريح، مرورًا بإقامته وتنقلاته، وانتهاءً بأداء المناسك بيسر وأمان.
في إطار رؤية المملكة 2030، تحولت وزارة الحج والعمرة إلى منصة ذكية متكاملة، عبر: بوابة "نسك" الإلكترونية، التي تتيح للحاج التسجيل، وحجز الخدمات، واختيار باقات الحج، والحصول على التصاريح ، إلى جانب التطبيقات الإلكترونية الداعمة، مثل: تطبيق "نسك"، وتطبيقات تعقب الحشود، وإدارة المخيمات، والإرشاد المكاني.وخدمة الرد الآلي بعدة لغات، لمساعدة الحجاج على مدار الساعة.
هذا التحول الرقمي جعل من عملية الحج تجربة منظمة وحديثة، تسير وفق بيانات دقيقة وتحليلات آنية تسهم في اتخاذ القرارات في وقتها.
وتشرف وزارة الحج والعمرة، ضمن أعمالها، على:شركات خدمة الحجاج (شركات الطوافة) التي تخدم حجاج الخارج، وتقوم بتسكينهم وإرشادهم وتوفير وجباتهم، إلى جانب شركات حجاج الداخل التي تنفذ برامج متعددة الفئات (ضيافة – اقتصاد – ميسر)، ومكاتب شؤون الحجاج التابعة للدول الإسلامية، وتنسق معهم لتحديد برامج الحركة، والإسكان، والنقل.
وتتابع الوزارة جودة هذه الخدمات عبر فرق رقابة ميدانية، ومؤشرات أداء رقمية، وتستقبل البلاغات والملاحظات، وتتعامل معها فورًا.
كما تقدم الوزارة دعمًا لوجستيًا من خلال توليها تفويج وإدارة الحشود، والتي تُعد واحدة من أعقد المهام في موسم الحج، حيث تلعب الوزارة دورًا محوريًا في:
تنظيم حركة الحجاج بين المشاعر (منى – عرفات – مزدلفة)، وتحديد الجداول الزمنية لكل فوج، والتأكد من انسيابية التنقلات بين وسائل النقل (قطار المشاعر – الحافلات – النقل الترددي)، ومراقبة حركة الحشود إلكترونيًا لضمان الأمن والسلامة ، وتتم هذه العمليات بالتعاون مع وزارات وهيئات أخرى، لكن التخطيط والإشراف العام من اختصاص وزارة الحج والعمرة.
كما تتولى الوزارة نفسها التنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية لتوفير:مرشدين دينيين بلغات متعددة، كتيبات إرشادية، ومنصات للفتوى والمعلومات الدينية لضمان صحة النسك، وتنسق مع المتطوعين لنشر الوعي، وتقديم الدعم لكبار السن وأصحاب الهمم.
ولا تنتهي مهمة الوزارة بانتهاء المناسك، بل تواصل عملها في تقييم أداء موسم الحج كاملًا، وعقد اجتماعات مراجعة مع جميع الجهات، وإطلاق تقارير شاملة لتوثيق النجاحات والتحديات، وتواصل الاستعداد المبكر للموسم التالي بناءً على الدروس المستفادة.
ما تقوم به وزارة الحج والعمرة هو واجهة حضارية للمملكة العربية السعودية، ورسالة للعالم تؤكد أن المملكة لا تدخر جهدًا في خدمة الإسلام والمسلمين، وتسخّر كل إمكاناتها البشرية والتقنية والمادية لخدمة ضيوف الرحمن، بروح العطاء والبذل، انطلاقًا من شرف المكان والمهمة.
وزارة الحج والعمرة ليست مجرد جهة إدارية، بل هي عقل موسم الحج النابض. تمثل روح التنظيم، ودقة التنفيذ، وعمق الرسالة التي تحملها المملكة تجاه العالم الإسلامي. وكل موسم حج هو صفحة جديدة تكتبها الوزارة في سجل التميز، لترفع اسم المملكة عاليًا بين الأمم، وتؤكد أن خدمة الحاج شرف لا يعلوه شرف.
ــــــــــــــ
غدا قطاع أخر في منظمومة الحج





