في كل موسم حج، تتجه أنظار العالم إلى المملكة العربية السعودية، حيث يتوافد الملايين لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام. وبين الجهود الجبارة التي تبذلها مختلف الجهات الحكومية، تقف وزارة التجارة كخط الدفاع الأول لحماية المستهلك، وضبط الأسواق، وضمان وفرة السلع وجودتها، في واحدة من أعقد وأضخم التجمعات البشرية السنوية في العالم.
منذ وقت مبكر من كل عام، تبدأ وزارة التجارة استعداداتها لموسم الحج، عبر خطط شاملة تُعنى بتأمين السلع الأساسية والمواد التموينية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.
وتُجري فرق الرقابة الميدانية جولات مكثفة لرصد توفر المخزون الغذائي وضمان استمرارية سلاسل الإمداد. الهدف: ألا يشعر الحاج بأي نقص أو تأخير في احتياجاته الأساسية، مهما بلغ حجم الزحام وكثافة الطلب.
ما يصل إلى رفوف المتاجر لا يُترك للصدفة. تتابع وزارة التجارة جودة السلع وصلاحيتها بدقة، وتحرص على أن تكون مطابقة للمواصفات القياسية السعودية.
تُشدد الرقابة على عرض الأسعار بشكل واضح، وتمنع أي تضليل تجاري، وتُراقب بدقة كل ما يُباع في أسواق الحج، من الأغذية والمياه إلى المعادن الثمينة والإطارات وقطع الغيار.
خلال موسم الحج، ترتفع وتيرة البيع والشراء، ويتسع نطاق الأنشطة التجارية. وهنا، تبرز وزارة التجارة بدورها الرقابي الحازم في ضبط المخالفات، ومكافحة الغش التجاري، ومنع التلاعب بالأسعار ، تُراقب الفرق الميدانية مراكز الخدمة ومحطات الوقود، وتتفقد محلات الذهب والمجوهرات للتأكد من نظامية ممارساتها وصدق بياناتها.
في منى وعرفات ومزدلفة، لا تترك الوزارة شيئًا للمصادفة. تُكثف جولاتها الرقابية على منافذ البيع والمنشآت التجارية، لضمان التزامها بالأنظمة، وجهوزيتها لتلبية احتياجات الحجاج ، وفي حال ظهور أي مخالفة، تتحرك فرق الوزارة بسرعة لمعالجتها، وتطبيق الأنظمة بحق المتجاوزين.
وحرصًا على إشراك المستهلك في الرقابة، تتيح وزارة التجارة لقاصدي بيت الله الحرام إمكانية الإبلاغ عن أي مخالفة عبر مركز الاتصال الموحد (1900)، أو تطبيق "بلاغ تجاري"، أو من خلال موقع الوزارة الإلكتروني.
هذا التفاعل يُعزز ثقافة الشفافية، ويمنح الحاج شعورًا بالأمان والثقة في المنظومة الرقابية.
وخلال الموسم، عملتُ مع وزارة التجارة في مراقبة الأسواق ضمن الوظائف الموسمية، إلى جانب شرف العمل مع الكشافة دعمًا ومساندةً للوزارة في مهامها بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وزارة التجارة السعودية ليست مجرد جهة رقابية خلال موسم الحج، بل هي شريك حقيقي في رحلة الحاج، تسهر على راحته من خلف الكواليس.
من مراقبة الأسواق، إلى حماية المستهلك، إلى ضمان جودة السلع، تمضي الوزارة في أداء رسالتها بكل احترافية، مساهمةً في جعل تجربة الحج أكثر طمأنينة واستقرارًا، بما يليق بضيوف الرحمن، ويجسد رؤية المملكة 2030 في تقديم أفضل الخدمات للحجاج.





