في أعظم تجمع إيماني على وجه الأرض، تتسابق الجهات الحكومية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، كلٌ في ميدانه واختصاصه. وفي قلب هذا الجهد، تقف وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، حاملة رسالتها في التوجيه والإرشاد الديني، لتكون الجسر الروحي الذي يعين الحاج على أداء مناسكه بطمأنينة ووعي شرعي راسخ.
منذ لحظة وصول الحاج إلى الأراضي المقدسة، يرافقه جهد توعوي منظم، تشرف عليه الوزارة عبر برامج مدروسة ومترجمة، تهدف إلى شرح مناسك الحج، وتوضيح الأحكام الفقهية، وتيسير المفاهيم الشرعية بأسلوب سهل وبلُغات متعددة، لتصل الرسالة بوضوح إلى الحجاج من مختلف الجنسيات.
توزيع المصاحف الشريفة، والكتيبات الإرشادية، والمطويات التوعوية، أحد أبرز أذرع الوزارة في خدمة الحجاج. هذه المواد تُقدَّم بلغات عالمية متنوعة، وتُوزّع في المساجد والمخيمات والنقاط التوجيهية، لتكون بوصلة معرفية تهدي الحاج في كل خطوة من خطوات نسكه.
تولي وزارة الشؤون الإسلامية اهتمامًا بالغًا بالمساجد والمصليات في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. فتعمل على تجهيزها، وتنظيفها، وتوفير المصاحف ومستلزمات الصلاة فيها، لتكون بيئة إيمانية راقية تعزز روحانية التجربة وتدفع الحاج نحو الخشوع والتدبر.
من أبرز ما تميزت به الوزارة في السنوات الأخيرة، تكثيف حضور الدعاة والمترجمين في الميدان. هؤلاء لا يلقون المحاضرات فقط، بل يتواجدون بين الحجاج، يجيبون عن استفساراتهم، يفتون في قضاياهم، ويرشدونهم برفق ووضوح إلى كيفية أداء مناسكهم بشكل صحيح.
ولأن الحج منظومة عمل جماعية، لا تعمل الوزارة في معزل، بل تنسق مع مختلف الجهات الرسمية، لضمان وصول صوت التوعية إلى كل حاج، وتهيئة المواقع بالشكل الأمثل، وتسهيل المهام الميدانية للدعاة، وتكامل الرسالة الإيمانية والتنظيمية معًا.
وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ليست مجرد جهة تنفيذية في موسم الحج، بل هي حارس ومرشد لجوهر هذه الرحلة الإيمانية. تسعى لأن يكون الحج تجربة مكتملة الأركان، لا تؤدى فقط بالجسد، بل تُعاش بالقلب والعقل والروح.
بجهودها المنظمة، ومبادراتها المتجددة، تؤكد الوزارة دورها الريادي في ترسيخ الوعي الشرعي، ونشر الاعتدال، وتحقيق رؤية المملكة 2030 في خدمة الإسلام والمسلمين، وخدمة ضيوف الرحمن على أعلى مستوى من الكفاءة والتأثير.





