في صنعاء، تفوح روائح الحب، تتلون الأشواق في دفاتر الحنين، يسترجع جسد الذكريات أيامًا عظيمة بنكهة الأمن والإيمان.
في ذات زمن، كنت أمشي باطمئنان، كانت هادئة كالليل، ناصعة كبياض الثلج.
تحتضن بصدرها نوارس الحب والسلام، هي عظيمة كعظمة تأريخها، مجيدة كمجد تراثها،
تحكي لنا تأريخ شعب، ومجد وطن.
في صنعاء..
لا زلت أسمع تلك الضحكات التي تُجلجل من باب اليمن، مُحلقة في فضاء المحبة، لتُعانق "الستين الجنوبي، والصافية، وسعوان، والسنينة"، فتلتقي بحي شميلة وترتقي بالسواد وحزيز،
مترامية الأطراف، واسعة المنافذ، غزيرة السكان، لذيذة العيش.
رسمت سيمفونية الجمال بملامحها المشرقة ونفوذها الواسع.إلا أنها منذ عقد ونيف من الزمن باتت تفقد بعض تلك الملامح الجميلة، صوتها الشدي بدأ يخفت رويدًا رويدًا، لأنها أُصيبت بجروح على خاصرتها، فباتت تنزف على قارعة الطريق، ولم تتلقَّ أي تضميد لجرحها النازف، فالجميع مشغولون بجمع خيراتها لجيوبهم الملوثة.
لا بأس يا مدينتي العتيقة، سنحاول تضميد جرحك، سنمنحك أقدس ما نمتلكه، سنهـاوي أطرافك حوار المحبة والوفاء، حوار التسامح والسلام، برغم ما قد افتقدناه في دهاليز حرب بسوس لا ناقة لنا ولا جمل.
سنخيط من الأحلام بساط الأمل، وسنعلن للمليءِ بأن فرج الله قادم لا محالة،
وأن غيث الحق سيأتينا أفواجًا. *** دمتِ يا صنعاء شامخة أبية.





