في كل عام، ومع قدوم موسم الحج، تسجّل جمعية الكشافة العربية السعودية حضورًا مشرفًا في خدمة ضيوف الرحمن. لا تكتفي الجمعية بالشعارات، بل تنزل إلى الميدان، وتعمل بصمت، وتترك الأثر. شبابها ينتشرون في كل زاوية، يحملون شعار الكشافة، ويقدمون أفعالًا تليق به.
وأبرز ما يقدمه الكشافة في الحج هو الإرشاد. يرشدون الحجاج التائهين، يوصلونهم لمقار حملاتهم. يستخدمون الخرائط الورقية والرقمية. يملكون مهارات التوجيه، ويتحدثون بعدة لغات. يعرفون الطرق، ويحفظون المواقع، ويجيدون التعامل مع الحاج بخلق وهدوء.
والكشافة لا يعملون وحدهم. بل هم يعملون جنبًا إلى جنب مع رجال الأمن، ووزارة الحج، والهلال الأحمر، والدفاع المدني. يدعمون في إدارة الحشود، ينظمون الحركة، يفتحون الممرات، ويتعاملون مع الأزمات. وجودهم يساهم في إنجاح الخطط الأمنية والخدمية.
والكشاف المسعف حاضر. يعرف كيف يتصرف. يتدخل في الحالات الطارئة. يسعف المصاب، وينقل المريض، ويؤمن الطريق أمام سيارات الإسعاف. تدرب جيدًا، ويفهم دوره تمامًا.
وتنتشر الفرق الكشفية في مكة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ومنافذ قدوم الحجيج ، في منى عند الجمرات والمستشفيات ، في عرفات عند جبل الرحمة وبكامل صعيد عرفات ينطلقون من معسكرهم ، في مزدلفة هناك الارشاد المتجول على الطرقات.
وجمعية الكشافة العربية السعودية لا تكتفي بالأعمال اليومية، بل تطلق مبادرات نوعية فلكشاف صديق الحاج: كشاف يبتسم، يساعد، يوزع الماء، يحترم كبير السن. ، وهو المسعف الذي يعرف الإسعافات، يتدرب، يتأهب ، وهناك الكشاف الرقمي يستخدم تطبيقًا ذكيًا، يحدد الموقع، يرسل البلاغ.ـ إلى جانب الإصحاح البيئي ينظف المكان، يحافظ على البيئة، يوعي الحجاج ، والتوثيق الإعلامي يصوّر، يكتب، ينشر، يوثق اللحظة ، كان لي شرف الخدمة مع أصحاب البدلة والمنديل لنحو 4 عقود بين قطاعات وفي مهمة الاعلام تحديدا
وكل هذه الاعمال والمبادرات يقدمونها بإتقان لان الكشاف لا يذهب إلى الحج إلا بعد تدريب. يشارك في معسكر تأهيلي. يتعلم الإسعاف، ويتدرب على الإرشاد، ويعرف فن التعامل مع الجمهور. يدخل الميدان وهو يعرف ما يجب أن يفعله.
وأنا كقائد ورائد كشفي نلت شرف الخدمة لما يقارب أربعة عقود، أؤكد لكم أنه لا عمل يعلو على عمل الكشافة في خدمة ضيوف بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين والحجاج. وفي هذه الأثناء، ينتشر الآن أبطال الكشافة في صعيد عرفات، ومشعر منى، والمعسكرات الفرعية في مكة المكرمة والمشاعر، حيث يمسحون المواقع ويجمعون المعلومات استعدادًا لإصدار دليلهم الإرشادي الكامل والشامل.
وخلال مهامهم البطولية الانضباط سمه سلوك يومي. التعاون قاعدة عمل. التطوع شرف. خدمة الآخرين هدف. هذه ليست شعارات، بل مبادئ يعيشها كل كشاف في موسم الحج.
وأنا ككشافة وقائد ورائد أكد لكم أن الكشافة السعودية في الحج ليسوا مجرد متطوعين، بل رجال ميدان، وجنود خدمة، وواجهة مشرّفة للوطن.





