في كل موسم حج، تتعدد الجهات التي تعمل على راحة الحجاج وسلامتهم، ومن بينها وزارة البيئة والمياه والزراعة، التي كان لها هذا العام حضور ملموس وجهود واضحة في مختلف مواقع المشاعر.
الوزارة تبدأ استعداداتها مبكرًا، وتعمل من خلال فرقها الميدانية على مراقبة المسالخ، وفحص المواشي، ومتابعة أعمال الذبح ضمن مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي، لضمان التزامها بالاشتراطات الشرعية والصحية. الأطباء البيطريون يتواجدون في المسالخ لمعاينة الذبائح قبل وبعد الذبح، والتأكد من التخلص من المخلفات الحيوانية بطريقة سليمة.
ولم تقتصر مهام الوزارة على ذلك، بل تشمل أيضًا متابعة أسواق النفع العام، وثلاجات حفظ الطعام، ومراكز التوزيع، للتأكد من صلاحية الأغذية وتطبيق الشروط الصحية. كما كان هناك اهتمام بتوفير المياه الصالحة للشرب في المشاعر ومرافق الحج، ومتابعة أنظمة الصرف الصحي لتفادي التلوث.
وتستخدم الوزارة مختبرات متنقلة لفحص المواشي قبل دخولها إلى مناطق الحج، ورفض أي حالات غير مطابقة للاشتراطات. كما تقدم برامج توعوية للحجاج والعاملين، بعدة لغات، للحد من الممارسات التي قد تضر بالصحة أو البيئة.
في حال وقوع أي طارئ، فرق الطوارئ البيئية على جاهزية تامة بالتنسيق مع الجهات الأخرى، لضمان سرعة الاستجابة ومعالجة المشكلة فورًا.
ما يميز هذه الجهود هو العمل بهدوء وصمت ودقة خلف الكواليس، لكن عملها ينعكس بشكل مباشر على راحة الحجاج وسلامتهم. الوزارة لا تكتفي بالرقابة، بل تسعى إلى التوعية، والتنظيم، والاستعداد لأي طارئ، وهو ما يُحسب لها ضمن منظومة متكاملة لخدمة ضيوف الرحمن.
هذه الجهود تؤكد أن حماية الإنسان والبيئة جزء لا يتجزأ من رسالة الحج، وأن كل جهة، مهما بدت بعيدة عن المشهد المباشر، لها دور كبير في إنجاح هذا الموسم الاستثنائي.
ــــــــــــــ
غدا قطاع أخر في منظومة الحج





