ضمن أجواء هذه الأيام المباركة، نشكر لكم ولصحيفتكم الغراء …جهودكم المباركة .
أولًا: فضل أيام العشر الأوائل من ذي الحجة وما تمثله من محطةٍ إيمانية عظيمة
أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة تُعد من أعظم الأيام في ميزان الله سبحانه وتعالى، وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ:
“ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام” قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: “ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”. [رواه البخاري].
إنها محطة إيمانية يتسابق فيها المسلمون إلى الطاعات من صيام، وذكر، وصدقة، وبر، وصلة، وتلاوة للقرآن. وخص يوم عرفة منها بفضلٍ عظيم، إذ يكفّر الله فيه الذنوب، ويباهي بعباده أهل السماء، ويغفر فيه لعباده.
⸻
ثانيًا: عظمة فريضة الحج في الإسلام، وأثرها في تزكية النفس وتوحيد الأمة
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو عبادة عظيمة تجمع بين الطاعة الجسدية والروحية، وتُعد تجسيدًا عمليًا لمعاني التوحيد، والتجرد من الدنيا، والمساواة بين البشر.
في الحج تذوب الفوارق بين الأجناس واللغات والألوان، ويلتف الجميع حول نداء واحد: “لبيك اللهم لبيك”، في صورة من صور وحدة الأمة الإسلامية. كما يسهم الحج في تزكية النفس، وتطهيرها من الذنوب، فقد قال النبي ﷺ: “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه” [متفق عليه].
⸻
ثالثًا: الجهود الجليلة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي، وما ترونه من أثرها في تيسير أداء المناسك
لا يخفى على أحد ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود مباركة ومتفانية في خدمة ضيوف الرحمن. فقد سخرت المملكة كافة طاقاتها ومواردها لتوفير أعلى درجات الراحة والأمن والسلامة للحجاج، من خلال التوسعات العمرانية الكبرى، والمشاريع التقنية الحديثة، والبنية التحتية المتطورة، والتنظيم المحكم لموسم الحج.
كما تقدم خدمات صحية عالية المستوى، وتيسر سبل النقل والإقامة، مع تنظيم دقيق لضمان أداء المناسك بيسر وطمأنينة. وتُعد هذه الجهود امتدادًا لرسالة المملكة في رعاية الحرمين الشريفين وخدمة زوارهما.
وقد لمس العالم كله أثر هذه الجهود في حسن التنظيم، وراحة الحجاج، وانخفاض معدلات الحوادث والمشقة، بما يعكس التزام المملكة بأمانة عظيمة تقوم بها على أكمل وجه، جزى الله القائمين على هذه الجهود خير الجزاء.
⸻
نسأل الله أن يتقبل من الحجاج حجهم، ومن المسلمين أعمالهم في هذه الأيام المباركة، وأن يديم على أمتنا وحدتها وأمنها وسلامها .
كتبها :
الشيخ ناصر النعيم
رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالأحساء "خير"





