مع إشراقة أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، يتجدد في القلوب شوق الطاعة وسخاء العطاء، وتُبعث في الأرواح روح القرب من الله، ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه في هذه الأيام المباركة: الصدقة.
ليست الصدقة مجرد درهم يُعطى أو كسرة خبز تُمنح، بل هي روح تفيض بالرحمة، وعطاء يروي قلوب المحتاجين، وأمانٌ اجتماعي يسند كرامة الفقير والمعدم. وفي زمن تباينت فيه الأحوال وتضاعفت فيه الحاجات، أصبحت الصدقة رسالتنا جميعًا تجاه مجتمعنا.
يقول النبي ﷺ:“ما نقص مالٌ من صدقة، بل تزده، بل تزده، بل تزده…” [صحيح مسلم]. فهي لا تُذهب المال، بل تُباركه، ولا تُفقر صاحبه، بل ترفعه وترزقه.
وإذا كانت الصدقة في كل وقت خير، فهي في هذه الأيام أعظم أجرًا وأجل ثوابًا، ففيها تتضاعف الحسنات، وتُغفر الزلات، وتُجبر النقصات. وقد قال ﷺ:“ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام” [رواه البخاري].
وفي ظل تطور الوسائل، لم تعد الصدقة حبيسة اليد المباشرة، بل اتسعت طرقها حتى شملت التبرع الرقمي، وكفالة الأيتام، ودعم المشاريع الخيرية، وسداد الديون، بل وحتى نشر العلم.
✦ الصدقة لا تقتصر على المال، بل كلمة طيبة، وبسمة في وجه محتاج، وخدمة لوالد، وسُقيا ماء، وحتى نشر التوعية ومشاركة الخير تُعد من الصدقات.
وفي هذه الأيام المباركة، فلنتذكر أن في كل زكاة أموالنا وصدقاتنا حياة، وفي كل عطاء خفيّ باب رحمة مفتوح، وفي كل إحسان سرّ بركة لا يعلمها إلا الله.
فلنجعل من أيامنا موسمًا للخير، ولتكن صدقاتنا جسرًا يصل بنا إلى رحمة الله ورضوانه.
🔸 همسة: لا تؤجل صدقتك.. فقد يحتاجها غيرك اليوم، وتحتاج بركتها غدًا
كيف تتصدق بأمان؟
حرصًا على وصول صدقاتكم لمستحقيها، ننصح بالتبرع عبر القنوات الرسمية المعتمدة من الجهات المختصة، مثل:
◽ منصة إحسان:https://ehsan.sa تتيح لك التبرع في مشاريع متعددة (كفالة أيتام، سقيا، تفريج كربة…) بسهولة وأمان.
◽ الجمعيات الخيرية الموثوقة في منطقتك: ابحث عن الجمعيات المعتمدة في منطقتك عبر وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
◽ سداد فواتير الأسر المتعففة عبر الحسابات البنكية الرسمية أو البرامج الخيرية الموثقة.
📌 نصيحة "
تأكد دائمًا من الجهة التي تتبرع لها، واحرص على أن يكون عطاؤك منظمًا ومستمرًا، فـ”أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قل”.





