حرصت حكومة المملكة على توفير الأمن والأمان والراحة والاطمئنان لضيوف الرحمن ، وجعلت السلامة عنوانا رئيسيا لكل عمل يقام ، وهذا ما نراه متمثلا كواقع عملي حينما نتحدث عن الجمرات التي كانت بداية تطويرها الأولى من خلال إزالة الجبل الواقع خلف جمرة العقبة بناء على طلب وزير الداخلية ، ولكون الجمرات تمثل شعيرة من شعائر الحج ، فكان لابد من الحصول على فتوى شريعة بإجازة إزالة الجبل ، وقد صدرت الفتوى الشريعة برقم 314 / 4 وتاريخ 1 / 8 / 1375 هــ بإزالة الجبل الواقع خلف جمرة العقبة ، وتمت إزالته في جمادى الأولى 1376 هــ ، وامام زيادة أعداد الحجاج برزت فكرة العمل على إنشاء جسر من دورين ، وقد سئل سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ من قبل وزير الحج والأوقاف ـ آنذاك ـ بخطابه رقم 1667 / 1 في 11 / 4 / 1382 هــ وقد أجاب سماحته بأنه لا مانع .
وكان أول تطوير تشهده منطقة الجمرات عام 1395 هــ / 1975 م بإنشاء جسر بمدخلين من جهتيه الشرقية والغربية، ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الجهتين الشمالية والجنوبية.
وتواصل الاهتمام بتطوير الجسر ليشهد في عام 1978 تنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة (مطالع ومنازل) إلى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى.
تلا ذلك توسعة الجسر ليكون بعرض 40 مترا ومطلعين من الجهة الشرقية والغربية ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الدور العلوي من الجهة الشمالية والجنوبية وذلك لنزول الحجاج ، وفي عام 1978 تم تنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة (مطالع ومنازل) إلى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى.
وفي عام 1982 تمت توسعة الجسر بزيادة عرضه إلى 20 مترا وبطول 120 مترا من الجهة الشمالية الموالية للجمرة الصغرى إضافة إلى توسعة أخرى عام 1987 بزيادة عرضه إلى 80 مترا وبطول 520 متر وتوسيع منحدر الصعود إلى 40 مترا بطول 300 متر وإنشاء خمسة أبراج للخدمات على جانبي الجسر وتنفيذ اللوحات الإرشادية والإنارة والتهوية وبلغت مساحته الإجمالية 600ر57 متر مربع ، ثم تم في عام 1995 إجراء تعديل عليه نفذ على مراحل مختلفة ثم تعديلات أخرى عام 2005 شملت بنية الجسر وشكل الأحواض التي حولت من الشكل الدائري إلى الشكل البيضاوي .
وجاء تحويل الجسر إلى منشاة متكاملة الخدمات بطول 950 متراً وعرض 80 متراً ، وبتكلفة تبلغ أكثر من أربع مليار ريال ، ويتكون من خمسة طوابق ارتفاع كل منها 12م، وبطاقة استيعابية تبلغ 300 ألف حاج في الساعة ، مع عمل تصميم ليكون قادرا على تحميل اثنا عشر طابقا مستقبلا .
وتتوفر في المنشأة أحد عشر مدخلاً للجمرات و اثنا عشر مخرجا في الاتجاهات الأربعة ، إضافة لــــ 11 مبنى سلالم منها 4 لنقل الحجاج دخولًا للطوابق، و7 للخروج، وكل مبنى سلالم فيه 28 سلمًا كهربائيًّا مرتبطًا بنظام إدارة مبانٍ للتحكم بها، ويوجد 20 سلمًا كهربائيًّا حول جسر الجمرات، ليصل إجمالي عدد السلالم إلى 328 سلمًا.
وتضم المنشأة ست مباني للخدمات ومبنيين مزودين بمهابط للطائرات المروحية الخاصة بحالات الطوارئ، ومصاعد مخصصة لخدمة نقل سيارات الإسعاف بين الأدوار، و3 محطات كهربائية ومولد كهرباء احتياط.
وقبل الختام أقول إن كانت رحلة الحج في السابق مليئة بالمعاناة بدأ من مخاطر الطرق ووسائل النقل ، مرورا بقلة الأكل والشرب ، وانتشار الأمراض والأوبئة ، فإنها اليوم أصبحت من أكثر الرحلات سعادة وهناء لقاصديها ، بدأ من منافذ الوصول البرية والبحرية والجوية ، مرورا بشبكة الطرق الرابطة بين مدن الحج " جدة ـ مكة المكرمة ـ المدينة المنورة ـ " ، والمشاعر المقدسة " عرفات ـ مزدلفة ـ منى " ، والمنشآت الصحية والخدمية .
ـــــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com





