في مشهد يليق بمكانة المملكة العربية السعودية كقلب العالم الإسلامي وقبلة المسلمين، اختُتم موسم حج 1446هـ بنجاح استثنائي فاق التوقعات. تحقق هذا النجاح بتوفيق الله أولًا، ثم بفضل الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله – اللذين سخّرا كل الإمكانات وأرسيا دعائم المنظومة المتكاملة لخدمة ضيوف الرحمن.
وفي حفل الاستقبال السنوي الذي أُقيم تكريمًا لأصحاب الفخامة وكبار الشخصيات الإسلامية الذين أدّوا مناسك الحج هذا العام، عبّر معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة عن بالغ فخره واعتزازه بهذا النجاح التاريخي، مشيرًا إلى أن دعم القيادة الرشيدة أسهم في انطلاقة الاستعدادات المبكرة لموسم الحج، ما انعكس على جودة الخدمات ومستوى التكامل في مختلف القطاعات.
وأشار معالي الوزير إلى أن منظومة الحج لهذا العام ارتقت إلى مستويات قياسية؛ إذ اكتملت أعمال التوسعة الثالثة للحرم المكي الشريف بنسبة تجاوزت 75%، بتكلفة إجمالية تقارب 200 مليار ريال. هذه التوسعة تُعد من أضخم المشاريع الهندسية في التاريخ الإسلامي، ما يفتح آفاقًا رحبة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من ضيوف الرحمن في أجواء إيمانية عامرة بالطمأنينة والسكينة.
كما دشّنت المملكة مركز النقل العام الموحد لإدارة حركة الحشود في مكة والمشاعر المقدسة، وأطلقت توسعة نوعية للطاقة الكهربائية رفعت الكفاءة التشغيلية بنسبة 75% مقارنة بمتوسط الأعوام الخمسة الماضية، في مشهد يجسّد الرؤية الثاقبة لولاة الأمر وحُسن التخطيط والتنفيذ.
وفي قطاع النقل الجوي والبري، استقبلت المملكة أكثر من 7,000 رحلة جوية من 238 وجهة حول العالم، إضافة إلى تشغيل 4,700 رحلة لقطار الحرمين الشريفين و2,500 رحلة بقطار المشاعر، إلى جانب أكثر من 20,000 حافلة، في منظومة نقل متكاملة وآمنة سهلت أداء الحجاج لمناسكهم بيسر وسهولة.
أما في الجانب الصحي، فقد ارتفعت السعة السريرية بنسبة تجاوزت 60%، مع تجهيز 71 نقطة تدخل إسعافي سريع، ما ضاعف قدرات الرعاية الطبية ثلاث مرات مقارنة بالأعوام السابقة. هذه الجهود تؤكد حرص المملكة على صحة ضيوف الرحمن وسلامتهم، ليؤدوا نسكهم في أجواء آمنة ومطمئنة.
ولم تغفل المملكة الجانب التنظيمي، فأطلقت حملة “لا حج بلا تصريح”، التي أسهمت في ضبط النظام، ومنعت المخالفات، وأوجدت بيئة آمنة تحفظ للإنسانية كرامتها، وتعزز من جودة الخدمات، في صورة مشرقة تُجسّد التزام القيادة بتنظيم شؤون الحج بما يليق بقدسية هذا الركن العظيم.
وبهذه المناسبة المباركة، يطيب لي أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وإلى سمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله – على هذا النجاح الباهر الذي يُضاف إلى سجل إنجازات الوطن المشرّفة. لقد أثبتت المملكة للعالم أجمع أنها ماضية بثبات وإبداع في خدمة الإسلام والمسلمين، محافظةً على مكانتها الرائدة، وحاملةً رسالتها العظيمة بكل فخر واقتدار.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأدام عزّهما ورفعة مكانتهما. جزى الله قيادتنا خير الجزاء على ما بذلوه من جهود جبارة لخدمة ضيوف الرحمن والعناية بهم. نسأل الله أن يُعيد علينا هذه المواسم باليمن والبركات والأمن والإيمان.
المدير الاقليمي للمنطقة الجنوبية
المستشار الإعلامي والصحافي : محمد حسين ال دوبان الوادعي





