تُعد المدينة المنورة إحدى المحطات الإيمانية الرئيسية في رحلة الحجاج والمعتمرين، حيث تحتضنهم في موسمين متتاليين؛ ما قبل الحج وما بعده، لتقدّم لهم نموذجًا فريدًا من الحفاوة، والتنظيم، والخدمات المتكاملة التي تجسّد القيم الإسلامية والنهج النبوي في استقبال الضيوف.
ففي موسم ما قبل الحج، تستقبل المدينة المنورة مئات الآلاف من الحجاج القادمين مبكرًا، حيث تبدأ الجهات الحكومية والأهلية والخيرية منذ لحظة وصولهم إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في تنفيذ خططها التشغيلية، لتأمين سبل الراحة والخدمة والتنقل والإرشاد، بالإضافة إلى توفير الرعاية الصحية والنقل الترددي والسكن الملائم، وإتاحة الزيارة للمسجد النبوي الشريف، والسلام على النبي ﷺ وصاحبيه.
وفي موسم ما بعد الحج، تتحوّل المدينة المنورة إلى واحة روحانية تهفو إليها قلوب الحجاج بعد أداء المناسك، حيث يتوافد مئات الآلاف لقضاء أيام مباركة في جوار مسجد رسول الله ﷺ، في ظل جهود مضاعفة من كافة القطاعات لتيسير حركتهم، وتوفير بيئة آمنة ومنظمة، تُراعي ظروفهم الصحية والنفسية بعد عناء الحج.
وتتكامل في المدينة المنورة منظومة خدمية وإنسانية متقدمة تشمل قطاعات الأمن، والصحة، والهلال الأحمر، والنقل، والإرشاد، والخدمات المساندة، بمشاركة مئات المتطوعين من أبناء المدينة في أعمال ميدانية وتوجيهية تعكس عمق الانتماء، وصدق الخدمة، وحسن الضيافة.
ويبرز في هذا المشهد التناغم بين الجهات الرسمية، واللجان الشبابية، والجمعيات الخيرية، في تقديم برامج ثقافية وإرشادية وترحيبية بلغات مختلفة، تستهدف توعية الحجاج، وتيسير تنقلهم، والاهتمام بكبار السن والمرضى، ما يجعل المدينة المنورة بحق محطة راحة وطمأنينة وسكينة.
ويستشعر الزائرون في المدينة النبوية عظمة المكان والزمان، وجمال التعامل، مما يرسّخ صورة إيجابية عن المملكة العربية السعودية، التي جعلت من خدمة ضيوف الرحمن رسالة شرف وأمانة خالدة





