في الولايات المتحدة، لا يوجد شي أهم من سلامة الناس، سواء كانوا لاعبين أو جمهور أو حتى منظّمين في أي فعالية رياضية. ومع كثرة الظواهر الطبيعية اللي تضرب بعض الولايات من وقت لآخر، مثل العواصف الرعدية، الأمطار الغزيرة، الأعاصير، أو حتى موجات الحر الشديدة، بات ليدهم نظام واضح وصارم إذا صدر تحذير من الجهات الرسمية مثل هيئة الأرصاد (NWS)، المباراة تتوقف فورًا، بدون تردد.
هذا الإجراء ليس اختياريًا، ولا مجرد احتياط، بل قانون يسري علي كل الأحوال . عندما يكون هناك خطر محتمل، يُوقف اللعب، يُخلى الملعب من الجماهير، ويُنسق مع الجهات المختصة. وإذا تبين إن الوضع ما يسمح بالاستمرار، المباراة تتأجل أو تُلغى، حسب تقدير الموقف.
وما يلفت النظر إن كثير من مباريات الـNFL والـMLS وحتى مباريات البيسبول تم إيقافها فجأة لنفس الأسباب. والسلامة بالنسبة لهم ما فيها نقاش.
وفي كأس العالم للأندية 2025، واللي تُقام حالياً في أمريكا، طبق قانون الطوارئ بدقة وحتى الان شهدنا ثلاث حالات على أرض الواقع:
- المرة الأولى كانت في مباراة "ريد بول سالزبورغ" و"باتشوكا"، وتوقفت بعد الدقيقة 54 بسبب عاصفة رعدية، وانتظروا أكثر من ثلاث ساعات قبل ما تستأنف المباراة.
- المرة الثانية، كانت بين "مانشستر سيتي" و"الوداد المغربي"، وتوقفت عند الدقيقة 61 بسبب دخان كثيف وفلاشات ناتجة عن احتفالات جماهيرية، واضطروا يخلون المدرجات.
- والمرة الثالثة، مباراة "بالميراس" و"الأهلي المصري" اللي توقفت في الدقيقة 62 بعد تحذير من برق، وتم توجيه الجمهور للابتعاد والدخول للممرات المغلقة داخل الملعب.
وما يميز التجربة الأمريكية إن الجماهير متناغمة وملتزمة بالتعليمات بدقة . بدون احتجاج ولا مماطلة ، ولا تذمر. يدركون إن أرواحهم أهم من أي مباراة. والجميل إن فرق الطوارئ والمتطوعين يتعاملون باحترافية عالية في كل الحالات، وينفذون التعليمات بسرعة وتنظيم ممتاز.
في النهاية، قرار إيقاف المباريات بسبب الظروف الجوية ليس ردة فعل، وانما هو نظام قانوني محترم ومُطبق، يثبت إن الحياة والإنسان أولاً، وقبل كل شيء. الكرة ممكن تنتظر، لكن أرواح الناس لا.





