تُعد مشكلة تعاطي المخدرات من أخطر التحديات التي تهدد المجتمعات، لا سيما فئة الشباب، الذين يُمثلون الطاقة الحيوية والمحرك الأساسي للتنمية. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن نحو 35 مليون شخص حول العالم يعانون من اضطرابات ناتجة عن تعاطي المخدرات، وغالبهم من فئة الشباب. وفي ظل الضغوط النفسية والاجتماعية التي يعيشها الشباب، تصبح المخدرات وسيلة للهروب، لكنها تفتح أبواب التدمير الجسدي والعقلي. في المقابل، تبرز الرياضة كوسيلة آمنة وفعالة في وقاية الشباب من هذه الآفة من خلال بناء شخصية متوازنة وتوفير بيئة إيجابية.
أكدت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2023 أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تقلل من احتمالية الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 25%، وهي نسبة مهمة بالنظر إلى أن القلق والاكتئاب من أكثر الدوافع وراء تعاطي المخدرات. كما تشير الأبحاث إلى أن النشاط البدني يساهم في إفراز هرمونات مثل الإندورفين والسيروتونين، اللذين يعملان على تحسين المزاج وتعزيز الشعور بالراحة النفسية، مما يقلل الحاجة إلى تعاطي مواد منشطة أو مهدئة.
أظهرت دراسة نشرتها مجلة Psychology of Sport and Exercise أن المشاركة في الأنشطة الرياضية المنتظمة تُسهم في رفع مستويات الثقة بالنفس لدى الشباب بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بغير الممارسين. هذه الثقة بالنفس هي حائط الصد الأول أمام الضغوط المجتمعية التي تحث على تعاطي المخدرات، لا سيما في البيئات التي ينتشر فيها هذا السلوك.
وفقًا لدراسة أجرتها جامعة هارفارد عام 2022، فإن الأفراد الذين يشاركون في فرق رياضية لديهم قدرة أعلى على تكوين علاقات اجتماعية صحية بنسبة 60% مقارنة بغير المشاركين. تكوين هذه الروابط يساعد على خلق شبكة دعم نفسي إيجابية تقلل من العزلة، وهي أحد العوامل الرئيسية التي تدفع الشباب إلى المخدرات. وجود أصدقاء إيجابيين في بيئة رياضية يدعم الشاب نفسيًا ويشجعه على تبني نمط حياة سليم





