ستر العورة في الصلاة واجب ، ولم يأمر الله بستر العورة في الصلاة فحسب، بل أمرَ عباده بأخذ الزِّينة ،
قال تعالى ''يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المسرفين''
قال الحافظ ابن كثير ــ رحمه الله ــ عند تفسير هذه الآية: ''ولهذه الآية وما ورد في معناها من السنَّة يُستحبُّ التَّجمُّل عند الصلاة ولا سيما صلاة الجمعة ويوم العيد والطِّيب لأنه من الزِّينة والسِّواك لأنه من تمام ذلك''. وقد قال ــ صلى الله عليه وسلم: ''إذا صلَّى أحدُكم فلْيلبس ثوبيهِ فإنَّ الله أحقُّ من تزيَّن له.
رُوي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: “الله أحق أن يُتزيّن له”. وكان لبعض السّلف حُلّةٌ بمبلغٍ عظيمٍ من المال، وكان يلبسها وقتَ الصّلاة ويقول: ربِّي أحقُّ مَن تَجمّلتُ له في صلاتي.
ويشمل أخذ الزينة في الصلاة أمور:-
١-ستر العورة وعورة الرجل في الصلاة ما بين السرة والركبة عند جماهير أهل العلم.
٢-لبس لباس لا يصف البشرة قال ابن قدامة في المغني وَيُشْتَرَطُ فِي السَّاتِرِ أَنَّهُ يَمْنَعُ إِدْرَاكَ لَوْنِ الْبَشَرَةِ " انتهى .
٣- أن لا ينحسر اللباس عن العورة إذا سجد فتنكشف عورته فإذا تعمد بطلت صلاته قال في "كشاف القناع" (1/269) : ولا تبطل الصلاة بكشف يسير من العورة بلا قصد .
٤-لبس اجمل الثياب للصلاة ، كان بعض السلف يلبس عند الصلاة أحسن الثياب ويقول: ربي أحق من تجملت له في صلاتي.
٥- التطيب والتعطر وتفقد الجسم من الروائح الكريهة مثل البصل والثوم خاصة في يوم الجمعة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ ، وَأَنْ يَسْتَنَّ ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إِنْ وَجَدَ . رواه البخاري.
٦- في الحر يقع تساهل في ستر العورات في الصلاة من الرجال بلبس الثياب الخفيفة والسراويل القصيرة فيحصل انكشاف للعورات.
٧-يحصل من طرف آخر تعمد لبس ما تحت الركبة اثناء الرياضة فيدخل وقت الصلاة فيصلى فيها وهى غير ساترة لمى بين السرة و الركبة.
* عن عبد الرحمن بن جرهد قال: كان جرهد رضي الله عنه من أصحاب الصفة قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا وفخذي منكشفةٌ فقال: "أما علمت أن الفخذ عورة؟" رواه الإمام أحمد وأبو داود.
٨- العمال اذا كان عنده سعة فاليتخذ ثوبين ، ثوب لصلاته وثوب لعملة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم - لا على أحدكم إذا وجد سعةً أن يتخذَ ثوبينِ لجمعتِه سوى ثوبي مهنتِه رواه ابن ماجة
نسأل الله أن يجعل صلاتنا مقبولة و أن يجعلنا من أهلها





