في ركن هادئ من بهو فندق "تلوم السياحي" بمدينة الداخلة، كان اللقاء الذي جمعني بالقامة الكشفية الرفيعة، الرئيس المنتدب للجامعة الوطنية للكشفية المغربية، القائد الدكتور عزيز حافظي، على هامش مشاركته في فعاليات المخيم الدولي للكشافة بالداخلة.
رجلٌ من طينة الكبار، يجمع بين الوقار والتواضع، وبين عمق الفكر وبساطة الروح. استقبلني بابتسامة دافئة ووجه بشوش، وكأننا أصدقاء من زمن بعيد. لم يكن يحمل أعباء المنصب، ولا غرور المناصب، بل كان كما هو الكشاف الحقيقي… قريبًا من الناس، بسيطًا في حضوره، راقيًا في حديثه.
في ذلك اللقاء، استمعت إلى حديثٍ شيّقٍ، بلغة عربية منمّقة تفيضُ فكرًا ونضجًا، حيث تحدّث (د.عزيز) عن رؤيته العميقة للنشاط الكشفي في المغرب، مؤكدًا أن المرحلة القادمة تستوجب إعادة تشكيل النشاط الكشفي في ضوء مستجدات العصر، عبر إدماج البعد السياحي في البرامج الكشفية، ضمن ما سمّاه بـ"السياحة الكشفية".
وأشار إلى أن المغرب، بما حباه الله من تنوع جغرافي وثقافي فريد، قادر على أن يكون رائدًا في هذا الاتجاه، بتوظيف الفضاءات السياحية كمنصات تربوية وتنموية للكشافين، تجمع بين المتعة والتعلّم، وبين الاكتشاف والانتماء.
لم يكن حديث (د.عزيز) مجرد أفكار تنظيرية، بل كان يحمل روح القائد المُمارس، الذي يعيش الميدان، ويدرك تطلعات الجيل الجديد، ويعي ضرورة التحديث دون التفريط في الأصول الكشفية الراسخة.
خرجت من اللقاء وأنا أكثر يقينًا أن الكشافة المغربية، بقيادة شخصيات مخلصة وواعية مثل الدكتور عزيز حافظي، تسير بثقة نحو مرحلة جديدة، عنوانها الابتكار في الإطار، والتجديد في الجوهر، والتواضع في القيادة.
كل الشكر والتقدير للقائمين على المخيم الدولي بالداخلة، على هذه الفرصة الثمينة التي أتاحوها لنا للالتقاء بعدد من القامات الكشفية الرفيعة من مختلف الدول، وتبادل الخبرات في أجواء يسودها الود والتقدير والعمل المشترك.





