حينما تلقيت دعوة زيارة " متحف حرف الأولين " ، كموقع يجمع بين عبق الماضي وجماله ، ورسالة للحاضر وأبنائه ، توقفت متذكرا كتاب " الحرف التقليدية في مكة المكرمة في العهد السعودي 1343 ــ 1426 هـ / 1924 ــ 2005 م " لمؤلفته الدكتورة جهان بنت ابراهيم شار علي عبدالرحيم ، الذي تناول الحرف التقليدية بدءا من عهد الملك المؤسس عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ .
والقارئ للكتاب يجد أن المؤلفة أوضحت بان هدفها " إعادة تأهيل بعض هذه الحرف ، وتطويرها بما يتناسب مع روح العصر الحديث وتطوراته العلمية والمادية ، وتوجيه الشباب للعمل في هذه الحرف التي تسهم في ازدهار الاقتصاد الوطني " .
وقد راينا هدف المؤلفة متحققا بواقع ملموس في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة ، الذي عمل قبل سنوات على تنفيذ برنامج " بارع " بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ، لإعداد وتأهيل الشباب السعودي للعمل في مجال حياكة كسوة الكعبة المشرفة ، وتم تنفيذ البرنامج وأثبت نجاحه في إعداد وتأهيل الشباب السعودي للعمل بالأعمال الحرفية .
ولأن الحرف التقليدية في مكة المكرمة تمثل تاريخا لسكانها الذين عملوا بمختلف أنواعها وتخصصاتها كسبا للعيش ، وقدموا أعمالا إبداعية لازال البعض منها يعرض حتى اليوم داخل المتاحف المحلية والعالمية ، فإن الحاجة تدعو لدعوة أمانة العاصمة المقدسة ، لتخصيص موقع داخل مكة المكرمة لإقامة معرض دائم للحرف والصناعات التقليدية بمكة المكرمة ، يمكن للحجاج والمعتمرين الوصول إليه بيسر وسهولة ، ويساهم في تعريف الزوار بأعمال الحرفيين في مكة المكرمة ، وكيفية ازدهارها ، وارتباط بعض المهن بأسماء العوائل ، خاصة وأننا لا زلنا نعيش فعاليات " عام الحِرف اليدوية 2025 " ، أحد مبادرات وزارة الثقافة ، فالحرف ليست أعمالا تقدم ، لكنها محتوى ثقافي يتناول تاريخ مجتمع وحياته الاجتماعية .
وهي دعوة أيضا لوزارة السياحة للعمل على توظيف البرامج والأنشطة السياحية لإبراز الحرف التقليدية بمناطق ومحافظات المملكة ، ومشاركتها في المحافل العالمية ، فالحرف التقليدية مهن وصناعات توارثتها الأجيال تعتمد على المهارات اليدوية والخبرات المكتسبة .
ــــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com





