" لا تجادل الجاهل كي لا يغلبك بجهله " ، مقولة رددت وحملت في مضمونها النصح والإرشاد للبعد عن الجاهل الذي يفتقر للعلم والمعرفة والفهم الحقيقي للأمور .
وان كان ذلك هو تعريف الجاهل فيما مضى ، فإن البعض عرفه بأنه " من يعلم الحقيقة ولا يعمل بها " .
وبين التعريفان هناك من صنف الجهلة إلى نوعان :
* الاول : جهل بسيط وهو عدم المعرفة .
* الثاني : جهل مركب وهو الاعتقاد بمعرفة خاطئة .
وفي كلا النوعين يظهر ان الجاهل هو شخص يسعى لابراز نفسه امام الآخرين كشخصية مؤثرة ومميزة بين افراد المجتمع ، قادرة على تقديم النصح والإرشاد وتحقيق المستحيل .
والعاقل من يبتعد عنه ويعرض عن أقواله ، قال الامام الشافعي : " اعرض عن الجاهل السفيه ، فكل ما قال فهو فيه ما ضر بحر الفرات يوما "
ومع التطورات المتسارعة تطور الجهلة بجهلهم ، فأصبحنا نراهم اشد الما على المجتمع ، يتحدثون عما يعلمون بصورة تخالف الحقيقة والواقع ، ليجذبوا الأنظار والأسماع ويجعلوا من انفسهم شخصيات مميزة ، ويدعون العلم والمعرفة بالأحداث , ويبنون من خيالاتهم النتائج والتوقعات ، والأغرب من هذا وذاك أنهم اصبحوا يحللون الميزانيات كخبراء ماليين ، وهم لا يعرفون الفرق بين الدائن والمدين ، ويتحدثون عن الآثار السلبية للاستثمارات ليظهروا أنهم الأفضل .
والأغرب أيضا عدم اكتفائهم بكل هذا بل نراهم يخرجون من التحليل المالي والآثار الاقتصادية ليتحدثوا عن أضرار شرب القهوة على الإنسان ، ويرفضوا الحديث عن فوائدها في " تحسين الأداء الرياضي نظراً لاحتوائها على مادة الكافيين بكثرة " لجهلهم بهذا .
ان ما نحتاجه اليوم ليس الإعراض عن الجاهلين ، بل كشف صورهم الحقيقة ليتجنبهم افراد المجتمع .
فالجهل من الآفات الخطيرة التي تواجه المجتمعات، وتسبب الإضرار به ، ومن ابرز الآثار السلبية للجاهل على المجتمع إعاقة التطور، وانتشار الأفكار الخاطئة، والفساد ، وانتشار الكراهية والعداء بين الأفراد ، إضافة لضعف القدرة على اتخاذ القرارات .
وعلينا ان نكون حريصين في تعاملاتنا مع الجاهل فلا نجعله قدوة نقتدي به ، ولا قائداً نسير خلفه ، ففي كلا الحالتين سيوصلنا إلى نهاية مؤلمة نتيجة لجهله . وعلينا الالتزام بمقولة " لا تتبع جاهلا ، لا يمكنك إقناعه " ، وهي كما يقال ملخص لحكمة "
الجاهل لا يستجيب للحجج ولا يمكن تغييره بالمنطق أو النقاش "
ـــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com





