“إنا لله وإنا إليه راجعون”
بقلوبٍ مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة جارنا العزيز صاحب الخلق الرفيع
عبدالرحمن بن عبدالعزيز الفهيد (أبو فيصل)
عصر يوم السبت 1447/2/9 هـ،
رحمه الله رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته.
عشنا معه سنواتٍ طويلة في جوارٍ طيب، وكان نعم الجار ونعم الأخ
له مواقف لا تُنسى، ومجالس لا تُمل، ومكانة كبيرة في قلوبنا.
تميز -رحمه الله- بالهدوء والحكمة، وكان مثالًا في الكرم الخفي
يعطي بلا إعلان، ويخدم بلا طلب،
ساهم في ترميم المساجد، ودعم إفطار الصائم، وكان يغسل الجامع قبل رمضان سنويًا
وكان له أثر طيب في توظيف شباب الجشة بهدوء وبدون ضجيج.
ترك سيرةً عطرة، وقاعدةً ذهبية
“نَبيلُ القلب، خفيّ العطاء”
أعماله كانت لوجه الله وحده، لا يعلمها إلا هو سبحانه
وكان بيته وقلبه مفتوحين للجميع، يستقبلك بتواضعه وابتسامته.
رغم وطأة المرض وطوله، لم يترك صلاة الجماعة، ولا غاب عن الجمعة.
كان يجاهد نفسه، ويتحمّل ألمه، ليقف بين يدي الله في بيته،
يصلي مع المسلمين ما استطاع إلى ذلك سبيلًا،
وقد منّ الله عليه بذريةٍ صالحة، وزوجةٍ وفية، كانوا سندًا وعونًا له حتى آخر لحظاته،
وهذا من تمام نعم الله عليه في حياته وبعد وفاته.
نقول كما قال ﷺ:
“من لا يشكر الناس لا يشكر الله”
فشكرًا لكل من برّه حيًّا، وأحسن إليه ميتًا، ودعا له ووفّى له.
نسأل الله أن يتغمّده بواسع رحمته،
وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة،
وأن يرفع درجته في عليين، ويحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
اللهم اجعل مرضه كفارةً وطَهورًا،
واخلفه في أهله وأحبابه بخير، وألهمنا وإياهم الصبر والرضا.
رحمك الله يا أبا فيصل، وجعل مثواك الجنة.





