اعتدنا أن نشهد كل عام في مكة المكرمة تنوع الأنشطة والفعاليات خلال الاجازة الصيفية ، سواء تلك المقامة داخل المراكز والأسواق التجارية ، أو تلك التي تشرف عليها أمانة العاصمة المقدسة في مواقف حجز السيارات بالزايدي والشرائع ، إضافة للفعاليات التاريخية الثقافية التي تقيمها الهيئة الملكية لتطوير مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة سواء في موقع خاصرة عين زبيدة التاريخي ، الذي يبرز جزاء من شبكة قنوات عين زبيدة التي تعود لأكثر من 1200 عام ، والذي شهد اقبالا جيدا من المواطنين والمقيمين والمعتمرين القادمين من خارج المملكة وداخلها .
ورغم النجاحات التي حققتها الأنشطة الصيفية خلال السنوات الماضية ، والتي فتحت المجال أمام الشباب والفتيات للاستفادة منها بتوظيف هواياتهم وتنميتها والاستفادة منها ماديا ومعنويا وبروز مؤسسات ناشئة تدعم المبتدئين في تجارتهم ، إلا أننا فوجئنا خلال هذا العام بغياب تام للأنشطة والفعاليات الصيفية .
وما نأمله أن تعمل أمانة العاصمة المقدسة على الاستفادة من مواقعها وتسعى لتوظيفها ضمن برنامج المسؤولية الاجتماعية ، كموقع نادي الأمانة بالخالدية ، والحدائق العامة الكبرى كحديقة الآراك التي تعد من أكبر الحدائق بمكة المكرمة ، لتكون ملتقى لإقامة الأنشطة والفعاليات يلبي احتياجات المواطنين ويبرز للزوار بعضا من الصناعات التقليدية والمأكولات الشعبية .
كما يبقى الأمل في أن تواصل الهيئة الملكية لتطوير مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مسيرتها وتعمل على تطوير موقع خاصرة عين زبيدة ، وعقد شراكات مع اتحاد المرشدين السياحيين بمكة المكرمة ، ونادي عشاق السياحة المكية ، ونادي مكيون السياحي ، لتنظيم رحلات للمعتمرين للمواقع التاريخية التابعة للهيئة في المشاعر المقدسة ، ومنها خاصرة عين زبيدة ليتعرف المعتمرون عن أزمة المياه في الماضي ، والمعاناة التي كان يعيشها حجاج بيت الله الحرام والدور الذي قامت به السيدة زبيدة ، وما يعيشه ضيوف الرحمن اليوم من وفرة كبيرة للمياه بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة .
وكذلك الحال لشركة كدانة التي مثلت مشاريعها في المشاعر المقدسة نقلة كبرى في خدمات الحجاج ، فهي الأخرى بحاجة لتكون مفتوحة أمام المعتمرين للاطلاع عليها ، خاصة وأن البعض منها لا نظير له بالعالم كمخيمات الحجاج التي تحولت من قماشية إلى طابقين ، وطريق المشاة المطاطي وغيرهما .
ختاما إن ما نحتاجه في مكة المكرمة من أنشطة وفعاليات خلال فصل الصيف لا ينحصر في المسرحيات والأسواق ، فهناك أنشطة ينبغي أن تبرز ليراها العالم ، وابرزها الصناعات التقليدية التي غابت ، والمأكولات الشعبية التي بدأت في التقلص .
ــــــــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com





