تُقام في الثلث الاخير من شهر الميدان الساخن (أغسطس) النسخة الحادية عشرة من البطولة العربية لألعاب القوى للناشئين والناشئات، في العاصمة التونسية، في استضافة كريمة من الجامعة التونسية لألعاب القوى، التي أثبتت على مر السنوات مكانتها كأحد أهم الداعمين للعبة على المستوى العربي، إذ تحتضن هذه البطولة للمرة الخامسة من أصل إحدى عشرة نسخة أُقيمت منذ انطلاقتها الأولى في المغرب عام 2004.
ومنذ تلك الانطلاقة، تجولت البطولة بين ست عواصم عربية، تنقلت فيها المواهب الناشئة، وتبادل فيها العرب شغفهم بهذه الرياضة النبيلة، ليأتي الدور مجددًا على تونس، التي تُعد منجمًا عربيًا غنيًا بالمواهب والنجوم في ألعاب القوى.
وتأتي هذه النسخة في مرحلة مفصلية للاتحاد العربي لألعاب القوى، الذي يعيش حراكًا جديدًا بقيادة المجلس الحالي برئاسة سعادة العميد علي بن إبراهيم الشيخي، ورفاقه من عشاق اللعبة في الوطن العربي الكبير. وهي مرحلة تُبشّر بمستقبل واعد، حيث يُنتظر من هذا المجلس كثير من العمل النوعي، في ظل ما يشهده العالم عمومًا، والدول العربية خصوصًا، من طفرة رياضية وتطور مذهل في البنية التحتية والاهتمام بالمنافسات الرياضية عموما ورياضة العاب القوى خصوصا
ولا شك أن اختيار المجلس الجديد لم يكن مجرد اختيار شكلي، بل جاء بعناية ووعي، حيث إن جميع أعضائه من الرجال والسيدات الذين يُعدّون بحق رجال ونساء المرحلة، لما يملكونه من كفاءة واقتدار. وقد ورثوا عن أسلافهم حملاً ثقيلاً، لكنهم مؤهلون لحمله، واستكمال المسيرة، والمضي قدمًا نحو تقديم مزيد من الأبطال العالميين والأولمبيين باسم العرب.
ومن حسن الصدف أن تحتضن أرض تونس هذا الحدث القاري، وأن تكون أيضًا مسرحًا لأول اجتماع رسمي فعلي لمجلس إدارة الاتحاد العربي الجديد، بعد اللقاء الأول العابر والتعارفي الذي جمعهم سابقًا في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. وهي إشارة رمزية إلى انطلاقة جديدة، تستمد قوتها من أرضٍ اعتادت أن تكون مهدًا للنجاح الرياضي العربي.
إن عودة البطولة إلى تونس ليست مجرد خيار تنظيمي، بل هي تكريم مستحق لبلدٍ أسهم كثيرًا في نهضة ألعاب القوى العربية، وموطن لا يخبو فيه الحماس الرياضي، ولا تنضب فيه المواهب. فاذهبوا أيها الرياضيون العرب — إدارةً، وجهازًا فنيًا، ولاعبين — إلى تونس الخضراء، وقلوبكم خضراء بالأمل، ومهِّدوا طريق الانتصارات التي تُهدونها لأوطانكم، وشقّوا بها دروبكم نحو العالمية ، هذا علمي وسلامتكم .





