تلقيت في منتصف شهر أغسطس اتصالًا مهمًّا في مشواري الإعلامي، من الأمانة العامة للاتحاد السعودي لألعاب القوى، يفيد برغبة الاتحاد في ترشيحي للعمل ضمن اللجان الفنية في الاتحاد العربي لألعاب القوى.
لا أخفيكم أن الاتصال كان مفاجئًا، ولم أكن أتوقع هذا الترشيح؛ بل جاء بالفعل مفاجئًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. أن يرشحني الاتحاد السعودي لألعاب القوى للعمل في اللجان الفنية بالاتحاد العربي، بعد مشوار طويل في الاهتمام باللعبة من بعيد ، هو شرف كبير ومسؤولية أكبر.
أعترف بأنني كنت بعيدًا رسميًّا عن اتحاد اللعبة في بلادي خلال الفترة الماضية، لكنني لم أبتعد يومًا عن عشقي الأول، "أم الألعاب".
ظللت أتابع أخبارها، أكتب عنها، أفرح لنجاحاتها، وأحزن لتعثراتها. كنت قريبًا من كل مضمار وميدان يشهد منافساتها، ومن كل إنجاز، حتى وإن كنت خلف الشاشة أو في الكواليس، وكنت أحرص على حضور منافساتها، خصوصًا العالمية منها، بطريقتي الخاصة.
موقع الاتحاد الدولي لألعاب القوى على الإنترنت محفوظ في مفضلتي، ومفتوح دائمًا. أتابع عبره كل جديد، من النتائج العالمية إلى النشرات البريدية الصادرة عن الاتحادين الدولي والآسيوي. لم أنقطع يومًا، بل ظل الحنين حاضرًا، والدافع قويًّا.
أعتز وأفتخر بأنني كنت خلف كل نجم: عداء، أو واثب، أو رامي، بل وحتى خلف المدربين، والإداريين، والحكام، وكافة المسؤولين.
أعرف جيدًا مقاييس اللعبة، وأوزانها، ومسافاتها، ومراحل منافساتها، وبطولاتها، وتصنيفاتها. أحفظ جل الأرقام القياسية على المستويات العربية، والقارية، والعالمية، والأولمبية، لأنني مارستها لاعبًا، ثم عايشتها إداريًا، ثم واكبتها إعلاميًا متخصصًا، عبر الوسائل التي عملت بها في مشواري الإعلامي، وعاشقًا لها حد النخاع.
واليوم، أجد نفسي أعود إلى الساحة من جديد، من الباب الواسع، محمَّلاً بثقة غالية من اتحاد بلادي، وموجَّهًا إلى العمل على المستوى العربي، وسط نهضة لافتة تعيشها رياضة ألعاب القوى العربية.
أثمّن هذه الثقة، وأعد أن أكون على قدر المسؤولية. فهذه ليست مجرد مهمة، بل فرصة ثمينة لمعايشة التحولات الإيجابية والفورة التي تعيشها رياضة أم الألعاب في الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج ، والمساهمة في صناعة مستقبلها.
وأنا الآن في انتظار لحظة الانطلاق، بعد إتمام إجراءات الترشيح والتكليف الرسمي. فبين يدي الكثير، وحماسي لا يُخفى، ولا يُلام المرء إذا ثار عشقه. فلا تلوموني فيما سأقدمه في المرحلة المقبلة، وأسأل الله التوفيق والسداد، وأن أكون عند حسن ظن الجميع.
ولا غنى لي عن دعم كل فني، ومدرب، وإداري، ونجم، في مد يد العون والمساندة، حتى نُؤدي الرسالة كما ينبغي، ونخدم رياضة أم الألعاب بالشكل الذي تستحقه ، هذا علمي وسلامتكم .





