لم يكن خبر إصابة الزميل أديب عبدالله المليفي بجلطة مفاجئة جعلته طريح الفراش أمرًا خارجًا عن أقدار الله، فكلنا في قبضة مشيئته سبحانه، لكن ما شهدته خلال زيارتي الخاطفة لمحافظة الأحساء، وفي طريقي إلى مقر الصحيفة ولقائي بالزملاء هناك، جعلني أوقن أن أديب ليس شخصًا عاديًا في قلوب الناس.
مررت بعدد من البلدات، وكان لبلدة الجشة – حيث يقيم – نصيب الأسد من الدعوات الصادقة ، كل من التقيت به هناك كان قلبه معلّقًا بسلامته، ولسانه يلهج بالدعاء أن يتجاوز محنته. حتى الذين لم تجمعني بهم معرفة شخصية كانوا يتحدثون عنه بصدق وإشفاق، وقد ارتسمت على وجوههم علامات القلق والحزن.
لم ألتقِ (أديب) يومًا، لكن حرارة الدعاء له في قلوب الناس دفعتني لأن أرفع يدي بدوري أسأل الله له الشفاء ، وكم تمنيت أن التقيه لكثرة ما سمعت عنه ورأيت من قلق الناس عليه ودعواتهم له، ولولا ظروف إقامته في العناية الفائقة بالمستشفى لطلبت زيارته والتعرف إليه والحديث معه، فمثله من البشر يحرص الآخرون على معرفته والاقتراب منه.
أما رفاقه المقرّبون – الزميلان محمد جاسم الفهيد ، ويوسف المعيويد – فحزنهم عليه كان مضاعفًا، إذ جمعتهما به آخر رحلتين إلى خارج البلاد ، إلأى جانب الاخوة والصداقة المتينة بينهم ، وكانا يصفانه بأنه رجل قمة في الأخلاق وحسن التعامل، لا يعرف إلا البشاشة والوفاء.
ذلك التفاعل الواسع من الناس، والحرص على الدعاء له، هو في رأيي شهادة من أهل الأرض بأن أديب عند الله من المقبولين، لذلك البشر من حوله يتقبلونه ، فالناس شهود الله في أرضه.
أسأل الله الكريم، رب العرش العظيم، أن يمنّ على أخينا (أديب) بالشفاء العاجل، وأن يكتب له السلامة والعافية، وأن يجعل ما أصابه رفعة في درجاته وتكفيرًا لذنوبه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بقلم - محمد بكر برناوي

دعوات الأحساء تحاصر ازمة (أديب) .. قبل علاج الأطباء
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/317220/




