نهاية يوليو الشهر الماضي وكعادتها في كل عام احتفلت الأمم المتحدة باليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر وكذلك احتفلت السعودية وباقي الدول في العالم بهذا اليوم ومن المعلوم ان المقصود من هذا المفهوم ـ مكافحة الاتجار بالبشر ـ هو عدم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان وتسخيره قسريا في أعمال شاقة تشكل خطر على حياته او من الناحية الجنسية او المادية وخاصة إذا كان طفلاً او من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يستطيعون حماية أنفسهم من الظالمين الذين ليس لديهم ضمير او إنسانية .
نستطيع القول ان الأمم المتحدة نجحت بشكل كبير في حماية كثير من البشر المستضعفين في العالم من ان تتم المتاجرة بهم وذلك عن طريق فرض عقوبات قاسية علي الدول التي تنتهك فيها حقوق الانسان ولكنها فشلت فشل ذريع في ردع دولة الكيان الإسرائيلي المحتل ومنعه من قتل البشر وحرق الشجر وهدم الحجر وتلويث مياه البحر، بل زاد طغيان هذا الكيان بتجويع الفلسطينيين في غزة ومنع وصول الغذاء والدواء لهم حتى يموتون جوعاً ومرضاً، ان قتل البشر أشد فتكاً من الاتجار بهم وكلاهما شر .
في هذا العالم الفسيح والذي أصبح وكانه قرية صغيرة تم تحويل مهنة الاتجار بالبشر إلى مهنة الاتجار بعقول البشر والفرق بين المهنتين شاسع ، مهنة التجارة في البشر تكون في الغالب رغما عن الذي وقع فيها سواء بالقوة الجبرية او بالاحتيال عليه اما مهنة التجارة بعقول البشر فهي بمحض ارادة من وقع فيها وهو بكامل عافيته وقواه العقلية ولكنه ارتضى ان يكون لعبة في أيدي تجار البراندات والترندات وبعض مواقع التواصل الاجتماعي الذين يفسدون الدين والأخلاق ويهدمون الأسرة.
إذا كانت الأمم المتحدة تحاسب تجار البشر والدول تحاسب بعض تجار البراندات ومواقع التواصل الاجتماعي، فمن يحاسب من يبيع عقله للآخرين ويصبح سلعة تباع وتشترى وتستغل ماديا او جنسيا او من خونة الدين والوطن .





