تعرف الأنانية بأنها " الاهتمام المفرط بالنفس ورغباتها ومصالحها الخاصة، مع تجاهل أو عدم اكتراث بمشاعر واحتياجات الآخرين ، ويمكن أن تتجلى الأنانية في سلوكيات مختلفة، مثل عدم التعاون، وعدم الاكتراث بالآخرين، والسعي لتحقيق الذات على حساب الآخرين " ، ومن مظاهرها التركيز على الذات ، فترى " الشخص الأناني يضع نفسه دائمًا في المقدمة، ويسعى لتحقيق رغباته الشخصية بأي ثمن " .
ونشرت مجلة (jpsp) دراسة على حوالي 6000 شخص في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ، اعتمدت على قياس الإيجابيات عند الإنسان وتأثيرها على الأنانية لديهم ، أشارت فيها إلى أن من يتمتعون بالإيجابية والشعور بالسعادة أقل تعرضا إلى صفة الأنانية عن غيرهم.
ومن سمات الشخصية الانانية :
• الشخص الأناني هو الشخص الذي يحب نفسه ولا يهمه من حوله، ويسعى دائما إلى تحقيق رغباته فقط حتى لو كانت على حساب الأشخاص الآخرين.
• عند وصول الشخصية الأنانية إلى منصب قيادي فإنه يحاول أن يصل إلى مكاسبه الشخصية وطموحاته بغض النظر عن العاملين معه حتى لو عرضهم للخطر.
• لا تقدم الشخصية الأنانية أي تضحية من أجل الآخرين، وتضع نفسها في الأولويات دون الاهتمام بمن حوله تماما.
• إهمال احتياجات الآخرين والتلاعب بهم حتى يحصل على ما يريد سواء في العمل أو في الحياة الشخصية دون الشعور بالذنب.
• عند التعامل من المحيطين به يحرص الشخص الأناني على التجاهل لكل من حوله.
• لا يتقبل الشخص الأناني النقد البناء وغالبا ما يلجأ للغضب والانزعاج عندما يواجه معارضة لأفكاره من قبل الآخرين.
• اعتقاد الشخص الأناني أنه دائما أفضل من الآخرين، فإنه غالبا ما يصدر الأحكام الخاطئة على الأخرين دون معرفة الحقيقة.
• عادة ما يبالغ الشخص الأناني في الإنجازات التي قام بها خلال حياته حتى وإن كانت غير صحيحة.
ويرى المتخصصون أن تنوع أسباب الانانية تتنوع بأنماط " الناس وثقافاتهم وأهدافهم في الحياة ، ومن أبرز أسباب الأنانية عند الإنسان ما يلي :
الاهتمام الزائد بالذات .
عدم القدرة على ضبط النفس .
إظهار نقاط ضعف الاخرين .
قلة الثقة داخل الإنسان .
الخوف من المستقبل وعدم القدرة على التحكم في الذات ".
وأوضح " الدكتور أرت ماركمان أستاذ علم النفس بجامعة تكساس أن الشخص الأناني هو من يضع أهدافه الخاصة بشكل دائم فوق أهداف الأشخاص الآخرين "
ولأن الأنا داء فقد تقرر أن يكون هناك يوم الحادي عشر من مايو من كل عام هو اليوم العالمي للتوعية بالأنا وتذكير الجميع بمخاطر الأنا.
ولأن حديثي عن الأنا فقد ألمني ما يلجأ إليه البعض من مساهمي شركات أرباب الطوائف تجاه الشركات المساهمين فيها من أعمال وإجراءات بحجة أنهم يسعون للصالح العام والمحافظة على حقوق المساهمين وممتلكات الشركات ، وهم أبعد بكثير عما يدعون ، فإن كانوا حريصين على حقوق المساهمين وممتلكات الشركة فلماذا لم يتقدموا بمقترحات وآراء تتضمن تطوير أداء العاملين لترتقي الخدمات وتنمو الواردات وتتنوع المصادر ؟
لكن أن يكون الهدف منحصر في بث الشائعات ، ووضع العراقيل أمام مسيرة الشركات فهذا يعني انهم يسعون للعودة لمقاعد مجالس الإدارات التي فقدوها ، وعودة مصالحهم الخاصة دون النظر لمصالح الآخرين .
والغريب أن من يدعون حرصهم على مصلحة الشركة وحقوق المساهمين لفظا ، نراهم يسعون ليس لبث الشائعات الكاذبة وحدها ، بل للمطالبة بإغلاق الشركة وإلغاء عقودها حتى الانتهاء من دعواهم !
فكيف تدعون الحرص على الحقوق وأنتم تسعون لإغلاق الشركة ؟
إن الحقيقة تشير إلى أنه لا أحد يعرف تحديدا ماذا يريد البعض من رؤساء ونواب وأعضاء مجالس إدارات مؤسسات الطوافة السابقين من شركات أرباب الطوائف التي صدر المرسوم الملكي رقم ( م/111 ) وتاريخ 17 / 9 / 1440 هــ بإنشائها وفقا نظام مقدمي خدمة حجاج الخارج ، فهل هدفهم إفشال مشروع الدولة ـ أعزها الله ـ في تحويل مؤسسات الطوافة إلى شركات وفقا لما أوضحته الفقرة ( 2 ) من المادة الثانية التي اشارت إلى أن النظام يهدف إلى " إعادة هيكلة شركات أرباب الطوائف ؛ للتحول من مؤسسات أفراد إلى شركات, وذلك من خلال رسملتها وحوكمتها, وتصنيف الخدمات التي تقدمها نوعاً وكمًا " .
فهل يسعون للعودة مجددا لمقاعد مجالس الإدارات ، لذلك يسعون بين الفينة والأخرى للقيام بأعمال تستهدف الإطاحة بهذه الشركات تارة بالعمل على دعوة المساهمين للمطالبة بعزل مجلس الإدارة ، وتارة أخرى بتحريض المساهمين بعدم الموافقة على الميزانية مستعينين بمحاسب متعاقد وعقد لقاء عبر وسيلة الزووم لتحريض المساهمين بعدم الموافقة على الميزانية بدعوى وجود ملاحظات عليها .
إن حقوق المساهمين في الشركة المساهمة أوضحها نظام الشركات الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/132) وتاريخ 1 / 12 / 1443 هــ ، وبين أنه " يجوز للمساهم أيضاً بموجب المادة الثالثة والسبعون من النظام الجديد أن يمارس الرقابة على مجلس إدارة الشركة المساهمة، ويحق له التدخل في أعمال مجلس الإدارة وأعمال الإدارة التنفيذية للشركة شريطة أن يكون عضواً في مجلس إدارتها أو يعمل في إدارتها التنفيذية، أو يكون تدخله عن طريق الجمعية العامة ووفقاً لاختصاصاتها " .
كما بين أنه من حق المساهم حضور اجتماع الجمعية العامة ، ويجوز للمساهمين في شركة المساهمة غير المدرجة في السوق المالية الذين يمثلون جميع أسهم الشركة التي لها حقوق التصويت، أن يعقدوا جمعية عامة دون مراعاة للأوضاع والمدد المقررة للدعوة، للنظر في الأمور التي يكون اتخاذ القرار بشأنها من اختصاص الجمعية العامة.
وحق المساهم في إضافة موضوع أو أكثر إلى جدول أعمال الجمعية العامة ، وحق المساهم في مناقشة الموضوعات المدرجة في جدول أعمال الجمعية العامة .
وأمام هذه الحقوق وغيرها التي أوضحها النظام ، لم نجد أن هناك مادة أو فقرة منحت المساهم أو بعض المساهمين الحق في عقد لقاء خارج إطار الجمعية العمومية بهدف عرقلة قرارات مجلس الإدارة ، فكيف يلجأ البعض لعقد لقاء عبر الزووم لعدم الموافقة على الميزانية ؟
ومن يعتقد أن المساهم فوق كل شيء فعليه أن يتذكر بأن " المساهم هو شخص أو شركة تمتلك أسهمًا في شركة مساهمة عامة ، تُمثل هذه الأسهم جزءًا من ملكية الشركة، مما يمنحه حقوقًا معينة، مثل الحق في توزيع الأرباح، والتصويت في الجمعيات العمومية، والحصول على حصة من أصول الشركة في حال حلها " .
أما من يرى أن هذه الشركة قد فشلت فعليه قراءة كتاب " لماذا تفشل الشركات الناشئة ؟ " لتوم إيزنمان عالم الاقتصاد الامريكي ، الذي حلل الأسباب الشائعة لفشل الشركات الناشئة وقدم رؤى حول كيفية تجنب هذه الأخطاء ، كما قدم " قصص واقعية لرواد أعمال وشركات ناشئة ومشروعات صغيرة انطلقت ونجحت وحققت نمواً سريعاً في ريادة الأعمال ثم ما لبثت أن فشلت " .
وختاما أقول إن ما يحدث لشركات أرباب الطوائف من قبل بعض مساهميها عائد لمجالس الإدارات التي تهاونت كثيرا ، فالتزمت لصمت لمن اتهمها بالاختلاس ولم تقاضيه .
ـــــــــــــــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com





