مع كل مطلع عام دراسي جديد، تتحول الطائف إلى ورشة عمل نابضة بالحياة؛ فالتعليم هنا ليس مجرد قاعات دراسية، بل هو مشروع حضاري تتشابك فيه الجهود ليكون الطالب هو محور الاهتمام.
الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الطائف بقيادة عراب القيادة الدكتور سعيد الغامدي وضعت هذا العام خطة متكاملة، استبقت بها يوم العودة إلى المدارس بأسابيع من العمل الميداني، بدءًا من تهيئة المباني المدرسية وصيانتها، مرورًا بتأمين بيئة تعليمية جاذبة، وصولًا إلى توفير الكوادر البشرية والتجهيزات التقنية الحديثة التي يستفيد منها أكثر من ٢٥٠ الف طالب وطالبة وتحتضنهم اكثر من ١٧٠٠ مدرسة للتعليم العام
لم يكن الاستعداد مقتصرًا على المقاعد والكتب، بل تعدّاه إلى بناء بيئة تعليمية محفزة؛ فالفصول الذكية، والتقنيات الرقمية، والمنصات التفاعلية باتت جزءًا من المشهد التعليمي. وهنا تتجلى رؤية وزارة التعليم في تحويل المدرسة إلى مركز معرفي يتناغم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تجعل من الطالب محورًا للتعلم الذاتي والإبداعي.
وتبرز أيضًا برامج الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب والطالبات مع بداية العام، إدراكًا بأن الانطلاقة السليمة لا تكون إلا بعقل مطمئن ونفس مستقرة. كما لم تغفل الإدارة دور الأسرة، فأطلقت حملات توعوية لتعزيز الشراكة المجتمعية، لتكون يد البيت والمدرسة متشابكة في بناء جيل متوازن.
ولعل ما يميز تعليم الطائف هذا العام هو التوسع في البرامج النوعية؛ من مسارات الثانوية الجديدة، إلى المبادرات التي تعزز المواهب والأنشطة اللاصفية، والتي تصنع من المدرسة مساحة إبداع لا تقتصر على الكتاب والدرس، بل تتعداه إلى المسرح والرسم والروبوت والرياضة.
إنها لحظة فارقة؛ حيث تلتقي الطموحات مع الواقع في مشهد يليق بمحافظة تُعد منارة علم وثقافة. فها هو الطائف، أرض التاريخ والجمال، يتهيأ ليكون مع بداية العام الدراسي الجديد أكثر إشراقًا في ساحة التعليم، وأكثر قربًا من مستقبل مشرق يرسمه أبناؤه.





