يُعدّ التلوث البيئي من أخطر المشكلات الصحية التي تواجه العالم المعاصر، لما يسببه من أضرار مباشرة وغير مباشرة على جسم الإنسان، وخاصة على القلب والرئتين.
تأثير التلوث على صحة القلب والرئتين
تنبعث من مصادر التلوث البيئي جسيمات دقيقة ضارة (Particulate Matter) يقل قطرها عن 10 و2.5 ميكرون، وقد صنّفتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان ضمن أخطر الملوثات. تكمن خطورتها في قدرتها على اختراق ممرات الجهاز التنفسي والوصول إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى أضرار جسيمة في القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى إحداث تلف في أنسجة الرئة.
وتتراوح الأعراض الناتجة عن هذه الملوثات بين حالات خفيفة مثل السعال والصفير وجفاف الفم، وأمراض أكثر خطورة مثل الالتهابات الشعبية، وأمراض الانسداد الرئوي المزمن، وصولًا إلى الوفاة المبكرة خاصة عند مرضى القلب والرئة.
الإحصاءات العالمية للوفيات الناتجة عن التلوث
تشير التقديرات إلى أن التلوث البيئي مسؤول عن وفاة ما يقارب أربعة ملايين شخص سنويًا حول العالم. وترتبط هذه الوفيات بعدة أمراض خطيرة موزعة كما يلي:
• 29% من الوفيات ناجمة عن سرطان الرئة.
• 17% من الوفيات ناجمة عن أمراض الجهاز التنفسي الحادة.
• 24% من الوفيات ناجمة عن السكتة الدماغية.
• 25% من الوفيات ناجمة عن ضعف القلب.
• 43% من الوفيات ناجمة عن مرض الانسداد الرئوي المزمن.
الفئات الأكثر تأثرًا بالتلوث البيئي
على الرغم من أن الجميع يتأثر بتلوث الهواء بدرجات متفاوتة، إلا أن بعض الفئات معرضة لخطر أكبر من غيرها، وتشمل:
• مرضى القلب والربو وأمراض الجهاز التنفسي.
• كبار السن ومرضى السكري.
• الأطفال والنساء الحوامل.
• البالغين الذين يمارسون الرياضة في الهواء الطلق.
خاتمة
يتضح مما سبق أن التلوث البيئي ليس مجرد مشكلة بيئية، بل هو تهديد صحي عالمي يساهم في انتشار الأمراض وارتفاع معدلات الوفيات. لذلك، فإن مواجهته تتطلب جهودًا جماعية من الأفراد والمجتمعات والدول للحد من مصادره وحماية الفئات الأكثر عرضة لخطره





