ظاهرة مؤسفة بدأت تنتشر، وهي استغلال كبار السن ك
"محتوى" على منصات التواصل. يُسجَّل حديثهم بعفوية، وتُعرض لهجاتهم التي لم تغيّرها السنين، وتُصوَّر تجاعيد وجوههم التي حفرتها رحلة الكفاح الطويل، ثم تُرمى في فضاء الشهرة لتكون أداة سخرية وضحك!
أولئك الكبار الذين أفنوا أعمارهم في الكد والتعب، ليعيش ابنهم وبنتهم حياة كريمة، لم يخطر في بالهم أن صورهم ستتداول بلا إذنهم، وأن كلماتهم ستُقتطع ليضحك منها من لا يعرف معنى البرّ ولا المروءة.
إن احترام الكبير قيمة إنسانية وأخلاقية فضلاً عن كونه دينية واجتماعية، ومن لا يوقر كبيرًا اليوم، سيجد من يهينه غدًا.
فلا تجعلوا من بساطتهم سخرية، ولا من عفويتهم مادة هزل، بل اجعلوا لهم مكانتهم التي تليق بهم، فالكبار بركة ووقار، وليسوا سلعة لمحتوى مفلس.





