مع استعداد الاتحاد العربي لألعاب القوى للاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيسه، يقفز إلى الذهن سؤال جوهري: هل أنصف الإعلام العربي هذه الرياضة كما أنصف غيرها؟ أو أن الاتحاد الإقليمي والاتحادات التابعة له أنصفت الإعلام والإعلاميين كما يجب؟
نصف قرن مرّ ( 1975 - 2025) على تأسيس هذا الاتحاد العتيد ، شهد بطولات وأمجاداً صنعتها أسماء خالدة، على سبيل المثال لا الحصر: محمد القمودي، سعيد عويطة، هشام الكروج، نزهة بدوان، حسناء بنحسي، سفيان البقالي، حبيبة الغريبي، سعد شداد، محمد شاهين، معتز برشم، إسماعيل إسحاق أحمد، أبو بكر كاكي، خديجة وهراني، توفيق مخلوفي، وأحمد البدوي وغيرهم.
أبطال رفعوا رايات أوطانهم في المحافل العالمية، لم يكتفوا بتحطيم الأرقام القياسية، بل زرعوا فينا معنى الإصرار، وغرسوا قيماً راسخة جعلتهم خير سفراء للرياضة العربية.
لكن، وعلى الرغم من هذا الإرث العظيم، ظل الإعلام العربي مقصّراً، غائباً أو متأخراً. لم يمنح ألعاب القوى المساحة التي تستحقها، ولم يواكب إنجازات الأبطال بما يليق بهم. بل إن الخلط ما زال قائماً بين "العاب القوى" و"العاب القوة البدنية" لدى الكثير ، وكأننا لم نقطع بعد نصف قرن من العمل والتضحيات.
ورغم وجود بعض الأسماء الإعلامية اللامعة قديماً وحديثاً مثل عثمان القريني مثلاً، إلا أن الشح في الاهتمام واضح، والإهمال للإعلاميين المتخصصين في أم الألعاب جليّ كوضوح الشمس.
لقد نظم الاتحاد العربي بطولات لا تُحصى، وأقام دورات ومعسكرات للمدربين والحكام واللاعبين، وأسهم في صناعة أجيال متعاقبة. ومع ذلك، ظل الإعلام على الهامش، وكأن الميدان لا يعنيه. وهنا تكمن المفارقة: البطولات تُقام، والأبطال يُكرَّمون على انجازاتهم ، بينما قصصهم البطولية لا تجد مكانها في منصات إعلامنا.
أكتب هذه الكلمات بدافع الغيرة، وبصوتٍ صادق، لأقول: ألعاب القوى تستحق أكثر. تستحق إعلاماً حقيقياً يروي حكايات أبطالها ويجعلهم قدوةً للأجيال.
كما أن إعلاميي العاب القوى (العاشقين) لهذه الرياضة يستحقون قليلاً من الاهتمام ليكتمل المشهد، وتُستعاد دائرة أم الألعاب في صورتها الصحيحة.
إن الميدان ما زال يفتح ذراعيه، والتاريخ ما زال يكتب فصوله، لكن الحكاية لن تكتمل إلا إذا رويناها كما يجب ، هذا علمي وسلامتكم .
ــــــــــــ
*اعلامي عاشق لام الالعاب





