أبهرت بطولة العالم لألعاب القوى «طوكيو 2025» العالم أجمع بالتنظيم الدقيق والالتزام الصارم بأدق التفاصيل، لتصبح حديث الإعلام والجماهير ، فمنذ اللحظة الأولى لانطلاق المنافسات، بدا واضحاً أن اليابانيين سخّروا خبرتهم العريقة وثقافة عملهم المنضبط في خدمة البطولة، فكانت النتيجة صورة مشرّفة لرياضة عالمية تستحق هذا المستوى من الإبداع.
كل شيء في طوكيو ظهر مشرفاً؛ من دقة المواعيد إلى روعة المشاهد، لتصل البطولة إلى أقصى الأرض وأدناها عبر عدسات التلفزة، حاملةً للعالم صوراً بديعة تجسد معنى النجاح والانضباط.
الالتزام بالمواعيد كان العنوان الأبرز في «طوكيو 2025»، فلا تأخير ولا ارتباك، بل انسياب دقيق للجداول وكأنها ساعات يابانية تضبط كل حركة ، وما يلفت الأنظار أكثر هو خروج اللاعبين ودخولهم إلى أرض المضمار بسلاسة مدهشة، عكست احتراماً كبيراً للحدث وللمتفرجين على حد سواء.
أما إدخال المعدات وتجهيزها للمسابقات، فيتم بسرعة فائقة ودقة عالية، دون ترك مجال للفوضى أو العشوائية. وينطبق ذلك أيضًا على الدقة والاحترافية في تسيير الحافلات الترددية الخاصة بالنقل من الملعب إلى أماكن السكن ، حتى مناطق اللقاء (mixed zone) والمركز الإعلامي ومنصة الصحافيين في مدرج الملعب، كلها مرتبة ومنظمة بعناية.
ما رأيناه في طوكيو اليابانية لم يكن مجرد تنظيم عادي، بل مدرسة متكاملة في إدارة الفعاليات الرياضية الكبرى.
وهنا يبرز دورنا كعرب؛ إذ ينبغي على اتحاداتنا الرياضية أن تستفيد من هذه التجربة الفريدة، وأن تعمل على نقلها إلى بلداننا، سواء عبر تدريب الكوادر أو تبني أفضل الممارسات التنظيمية.
لقد أثبت اليابانيون أن النجاح ليس صدفة، بل هو ثمرة تخطيط دقيق، وانضباط جماعي، وثقافة تقدّس احترام الوقت والتفاصيل. وإذا أردنا أن نرتقي بمستوى بطولاتنا العربية إقليميًا أو محليًا، فعلينا أن نتعلم من هذه التجارب الرائدة، ونحوّلها إلى واقع يليق بطموحات شبابنا وأبطالنا ، هذا علمي وسلامتكم .
ــــــــــ
*اعلامي عاشق لام الالعاب





