لم تكن مشاركة العرب في بطولة العالم لألعاب القوى – طوكيو 2025 مجرد حضور شرفي أو تجربة عابرة، بل كانت شهادة حيّة على أن أبناء هذه الأمة قادرون على أن يكونوا في الصفوف الأولى بين نجوم اللعبة عالميًا. لقد أثبتوا، خلال أيام البطولة، أنهم يملكون الكثير من الموهبة والإصرار، وأنهم لا يكتفون بمجاراة الكبار فحسب، بل ينافسونهم ويعتلون معهم منصات التتويج.
تابعنا فتيان قطر يقدمون سباق تتابع تاريخيًا أدّوه باحترافية عالية مساء اليوم ، ليبرهنوا أن العمل الجماعي حين يُبنى على الإعداد الصحيح يصنع الفارق. وها هو الجزائري جمال سجادي، ابن الـ26 عامًا، يخطف فضية أصعب سباقات أم الألعاب 800 متر بزمن عالمي، ليؤكد أن العرب قادرون على مجابهة عمالقة المسافات المتوسطة بقوة وشجاعة. حتى بعض نتائج الدول الغربية التي تحققت عبر نجوم من أصول عربية جاءت امتدادًا للصورة نفسها العرب حين يجدون الرعاية والاهتمام يقفون جنبًا إلى جنب مع أبطال العالم.
هذه النجاحات لم تأتِ من فراغ، فالبدايات كانت من البطولات العربية التي صقلت المواهب وفتحت الأفق أمام جيل جديد من العدائين. واليوم يقف الاتحاد العربي لألعاب القوى بمجلسه الجديد برئاسة العميد علي الشيخي ورفاقه أمام مسؤولية مضاعفة؛ فالوصول إلى القمة ممكن، لكن الحفاظ عليها هو التحدي الأكبر.
إن ما تحقق في طوكيو رسالة واضحة: لدى العرب الإمكانات، لكنهم بحاجة إلى مزيد من التخطيط والرؤية الاستراتيجية لضمان استمرارية الإنجازات، حتى ينعكس التفوق على اتحاداتهم الوطنية ويترجم إلى حضور عالمي دائم.
لقد حان الوقت لأن تتحول مشاركاتنا من إنجازات فردية متفرقة إلى مشروع رياضي عربي متكامل، يضع ألعاب القوى حيث يجب أن تكون .. في مصاف الكبار، ليس فقط بالميداليات، بل بالاستدامة والجدية والإصرار.
فليكن مونديال طوكيو بداية حقيقية لمرحلة جديدة، عنوانها: العرب على مضامير العالم.. منافسون وصنّاع إنجازات ، هذا علمي وسلامتكم





