حين قُدّر لي أن أشارك في تقديم جلسة ضمن دورة البناء المؤسسي للإعلام الكشفي، التي تنظمها جمعية الكشافة السودانية ممثلة في مفوضية الإعلام والعلاقات العامة، لم أكن أتوقع أن أخرج منها بدرس أعمق مما قدمت.
على مدى ساعتين، وجدت نفسي أمام مجموعة من الشباب السوداني العاشق للعمل الكشفي والإعلامي ، شباب تحدوا الظروف غير المواتية، من تذبذب التيار الكهربائي وانقطاعاته المتكررة، إلى ضعف الإنترنت ومحدودية الإمكانيات، لكنهم كانوا افتراضيا.. حاضرين بكثافة، منصتين بشغف، يلتقطون كل كلمة، ويتفاعلون مع كل فكرة.
شعرت وأنا اعايشهم أن ما أقدمه لهم له قيمة حقيقية، وأن كل جهد يُبذل في سبيلهم ليس مجرد تدريب، بل هو إسهام في بناء مستقبل إعلام كشفي أكثر رسوخاً ، منحوني شعوراً عميقاً بأن الرسالة التي نحملها ليست عابرة، بل متجذرة في قلوب تؤمن بالعمل التطوعي وتتشبث بالأمل مهما اشتدت الظروف.
الشاب السوداني يقدم كل يوم درساً جديداً في الصمود والإصرار والمقاومة الإيجابية. يعلمنا كيف يمكن للإنسان أن يبتسم رغم المعاناة، وأن يتقدم رغم العثرات، وأن يتمسك بالهدف مهما كانت الطرق شاقة ووعره .
وهنا لا يفوتني أن أرفع أسمى عبارات الشكر والامتنان إلى القائد الملهم، وزميل المهمة في الإعلام الكشفي (صبري الكاتو) ، ذلك الرجل الطيب القلب الذي أكن له كل احترام وتقدير على جهوده الكبيرة وإخلاصه الواضح ، والشكر للشباب المشاركين الذين قدموا نموذجاً رائعاً عن شباب السودان الواعي والمثابر، وأثبتوا أنهم طاقة مضيئة تستحق أن تُستثمر في خدمة الوطن والحركة الكشفية.
خرجت من جلستي معهم مبهوراً وممتناً ، الهموني أكثر مما الهمتهم، وأكدوا لي أن السودان، برغم ما يمر به، يختزن في شبابه طاقة قادرة على إعادة بناء كل شيء.
تحية من القلب لهؤلاء الأبطال، الذين يكتبون بأفعالهم معنى العزيمة، ويمنحوننا الأمل في غدٍ أجمل ، هذا علمي وسلامتكم
ـــــــــــــــ
*رائد كشفي (قائد تدريب دولي)





