حينما تلقيت دعوة حضور " ملتقى مشارق " الذي نظمته شركة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا " مشارق " وحضره مساهمو ومساهمات الشركة ، شكرت من دعاني الدعوة وابلغته أن الملتقى وإن كان يمثل فرصة لمجلس الإدارة للحديث عن إيجابيات الشركة وما حققه مجلس إدارتها من منجزات ، فهو فرصة أيضا لمساهمي الشركة ومساهماتها للحديث عن السلبيات التي يرونها ويبحثون عن إجابات لها ، ودعوتي للحضور لا تعني مجاملتكم والتزامي الصمت بما يبحث المساهمون والمساهمات عن إجابة له ، فإن قبلتم ما أود طرحه حتى وإن كان نقدا لمجلس الإدارة حضرت دون تردد تاركا أي ارتباط آخر .
فوجدته يرد بقول شجاع يذكرني بما قاله المتنبي :
الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعان
ِهُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني
فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ
بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ
حينها أدركت أن شجاعته ومجلس الإدارة تتمثل في قبولهم أي نقد هادف بناء ، وانني لست أمام شخصية بل شخصيات تدرجت في العمل الإداري من درجاته الأولى ، لذلك حينما فكروا في عقد الملتقى وضعوا أمامهم التساؤلات التي يتوقعون طرحها من قبل المساهمين والمساهمات ، وحتى يوصلوا المعلومة كاملة ومفيدة فسعوا لاستضافة أهل الاختصاص والراي لينيروا الدروب للجميع ، فتواجد الأستاذ الدكتور احسان صالح محمد المعتاز أستاذ قسم المحاسبة - كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة أم القرى ، والأستاذ خالد سامي أبو راشد المحامي والمستشار القانوني ، والمشارك الإعلامي في برنامج «أعرف حقوقك» على محطة ميكس إف إم، والأستاذ لؤي موسى الخبير البنكي ، والذين تحدثوا بلغة الصراحة والوضوح دون التزلف وقلب الحقائق ، مستندين للأعمال والأنظمة واللوائح ، ولم أجدهم من جانبي مجاملين لمجلس إدارة الشركة ، فقد قالوا آراؤهم في المجلس والإجراءات التي يسير عليها ، وتقبل البعض من الحضور ذلك ، ولم يتقبل البعض الآخر ، وهذا يعني نجاح اللقاء لأنه لم يعتمد على الإساءة لأحد ولا المجاملة لأحد ، ولم يغضب رئيس وأعضاء مجلس الإدارة الذين وجدوا في اللقاء مفتاحا للتواصل والشفافية وتطوير وتحسين بيئة العمل وإظهار الأعمال الإبداعية للوصول إلى قرار إيجابي وخدمات مميزة ، واعتبروا أن من انتقدهم نقدا موضوعيا إنما هو الصادق الأمين الذي منحهم فرصة التعرف على أخطائهم لتلافيها وتحسين أدائهم ، وهذا مالا يجده بعض مساهمون ومساهمات الشركات الأخرى ، خاصة تلك الشركة التي أغلقت أبوابها أمام مساهميها ومساهماتها وأصبح الوصول إليها أصعب من الوصول لجزيرة الكنز في سان فرانسيسكو ، أو جزيرة الكنز في اللاغونا بيتش ، أو جزيرة الكنز في لعبة Golden Sun .
وقبل الختام أقول : إن مشكلة بعض مجالس الإدارات إفلاسها وتحول رئيسها وأعضاؤها إلى دمى يحركها المدير التنفيذي كيفما يشاء ، متناسين أن من أوصلهم لهذه المقاعد وأدخلهم لقاعة المجلس هم هؤلاء المساهمون والمساهمات الذين ينفرون منهم ويبتعدون عنهم اليوم .
وفي الختام أقول إن رئيس المجلس الذي كان يتحدث سابقا عن الشجاعة وقدرته على المواجهة وكشف الأوراق وإظهار الحقائق ، في أول اجتماع يعقد ، سرعان ما تبخرت أقواله وغابت أفعاله ، ونسي كل شيء وبات يخشى على منصبه من الزوال بعد أن هدده المدير التنفيذي بعزله إن كشف شيئا .
وليته يتذكر قول نِزار قبَاني : " أترك أثراً طيباً أينما حللت سترحل يوماً ويبقى عطرك عالقٌ بالأذهان وقد تظفر بدعوة من قلب صادق أو روحٍ أحبتك أو نفس وفية "
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com






التعليقات 1
1 pings
رضا عجيمي
21/10/2025 في 2:44 م[3] رابط التعليق
ابا صالح ولعل هذا الخوف الذي يعتري بعض رؤساء مجالس الإدارة لا يخلو من دلالات عميقة؛ فإما أنه خوف على المنصب الذي أصبح أثمن عنده من سمعة المؤسسة، أو أنه خوف مماسكٍ يخشى انكشافها في إدارةٍ تداخلت فيها الأهواء بالمصالح، أو ربما هو خوف الجاهل من الميدان حين لا يفقه في أعمال الحج شيئًا، فيتحول من قائدٍ إلى تابعٍ يترقب الإشارة من غيره.
وما أكثر من لبس ثوب الشجاعة أمام الكاميرات، ثم تهاوى أمام أول اختبارٍ حقيقي للصدق والمسؤولية.