بروحٍ ملؤها العطاء والانتماء، وبقيادةٍ احترافيةٍ قادها الثنائي المتميز الدكتور عبدالله بن محمد الطريجي، رئيس الاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب، ورفيقه في القيادة الأستاذ فيصل بن خريم العنزي، الأمين العام للاتحاد، الذي يُعد بحق (الدينمو) المحرك خلف هذا النجاح، شهدت دولة الكويت تنظيمًا استثنائيًا وناجحًا بكل المقاييس لـ المؤتمر العربي الكشفية إلى اين..؟ ولماذا..؟ ولمن..؟ ، والذي جمع تحت سقفه نخبة من رموز العمل الكشفي من مختلف الدول العربية.
أثبت الاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب أنه قادر على صناعة التميز حين تتوحد الجهود وتتلاقى الرؤى ، كان الحدث نموذجًا فريدًا للتنسيق المثالي بين الاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب وجمعية الكشافة الكويتية والاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات، حيث شكّل هذا التعاون المتكامل نقطة تحولٍ مشرقة في مسيرة العمل الكشفي العربي المشترك.
الكويت، كعادتها، كانت حاضنة النجاح وميدان الإبداع، أرضٌ تنبض بالعطاء، وقيادتها الكشفية تُترجم المعاني الحقيقية للوحدة والعمل الجماعي ، في كل زاوية من أروقة المؤتمر، ترى العمل بروح الفريق الواحد، من الكشافة والرواد والبرلمانيين، يجتمعون على هدفٍ واحد خدمة الإنسان والوطن والأمة.
ولم يكن النجاح في تنظيم المؤتمر وليد الصدفة، بل ثمرة تخطيط دقيق وعمل متواصل وتعاون صادق بين كل الجهات المشاركة ، لذلك فقد جسّد المؤتمر صورة مشرفة عن قدرة الكشافة العربية على التأثير الإيجابي والتكامل المؤسسي، تحت مظلة الكويت التي لا تعرف إلا النجاح متى كانت الراية بيدها.
وتميزت فعاليات المؤتمر بعددٍ من الاجتماعات النوعية التي عُقدت على هامشه، وتناولت تطوير العمل الكشفي العربي وتعزيز الشراكات بين مكوناته، إلى جانب إقامة نهائي مسابقة إبراهيم البغلي الثقافية التي جمعت الأشقاء بروح التنافس الشريف، ولقاء الأحبة والمسؤولين عن العمل الكشفي العربي الذي عمّق جسور التواصل وأعاد تأكيد وحدة الصف العربي الكشفي.
وفي خضم هذا الزخم من الفعاليات، أُتيحت لي شخصيًا فرصتان عظيمتان أعتز بهما؛ الأولى، حين قدمت عرضًا بعنوان "تجربتي في بلاد العم سام"، تناولت فيه جوانب من حياتي وتجربتي المعيشية في الولايات المتحدة الأمريكية، عبر توزيع نسخًا من كتابي على نخبة من النواب وقادة العمل الكشفي المشاركين في المؤتمر، في لحظةٍ حملت معاني التواصل الثقافي والتبادل الإنساني.
أما الثانية، تكليفي عريفًا و(مقدما) لحفل الافتتاح الذي حضره كوكبة من قادة العمل الكشفي العربي، في مناسبة فخرٍ واعتزازٍ ستبقى خالدة في الذاكرة.
إن ما تحقق في الكويت خلال هذا المؤتمر، هو أكثر من مجرد إنجاز تنظيمي؛ إنه ملحمة عربية تُجسد روح التعاون والإخلاص، ورسالة أملٍ وفخرٍ تؤكد أن الروح الكشفية العربية ما زالت بخير، وأن العمل حين يُدار بإخلاصٍ ووحدةٍ، يصنع التاريخ ويكتب المجد بأيدي أبنائه.
تحية تقدير للكويت، أرض الكرم والإنجاز، ولكل من أسهم في نجاح هذا العرس الكشفي العربي الكبير، ولو اجتمعنا مئة مرة، لتحقق النجاح ذاته على أرضها الطيبة ، حتى نجتمع مرة أخرى اتمنى لجمع الرابطات العربية للرواد والجمعيات الكشفية منها التقدم والازدهار والنجاح ، هذا علمي وسلامتكم .
ـــــــــــــ
*رئيس التحرير





