جوهرة الجنوب وعنوان التاريخ
في أقصى جنوب المملكة العربية السعودية، حيث تتعانق الجبال بالعزة وتفيض الوديان بالعطاء، تتلألأ محافظة ظهران الجنوب بمنطقة عسير كجوهرةٍ من جواهر الوطن العزيز. تزدان بتاريخٍ عريقٍ ومجدٍ تليدٍ ومكانةٍ راسخةٍ في ذاكرة الوطن.
إنها ديرة الأصالة ومهد من مهاد التاريخ السعودي في جنوب الجزيرة العربية، جمعت بين جمال الطبيعة وروح الإنسان، وبين وفاء الأجيال وعراقة المكان، لتكون إحدى العلامات المضيئة في سجل العز السعودي الممتد عبر القرون.
تاريخها شاهد على مواقف وطنية خالدة، وواقعها اليوم يزدان بثمار النهضة والتنمية في ظل القيادة الرشيدة.
في جبالها شموخ، وفي أوديتها حياة، وفي إنسانها كرامة ووفاء وصدق انتماء. ظهران الجنوب ليست مجرد محافظة، بل قيمة وطنية وثقافية تجسد روح المملكة في إنسانها ومكانها وتاريخها.
⸻
الحَوْزة.. ذاكرة المكان ومعقل الإدارة
في قلب المحافظة تقع البلدة التراثية الحَوْزة، التي تمثل ذاكرة المكان وأصالة الإنسان، وكانت في الماضي معقل الإدارة والخدمات الحكومية في جنوب المحافظة. احتضنت البلدة مقر الإمارة، والشرطة، والمحكمة، والبلدية، والتعليم، والمستشفى، والبريد، والجمارك، وسائر الدوائر الحكومية قبل انتقالها إلى مواقعها الحديثة.
وقد كانت الحَوْزة المحطة الرئيسة لصرف رواتب موظفي محافظات منطقة عسير كافة، وهو ما يعكس مكانتها الإدارية المهمة.
ولا تزال قصورها الطينية الشامخة ومعمارها التاريخي تحكي قصص القيادة والتنظيم والإدارة منذ عقود طويلة.
شهدت البلدة زياراتٍ كريمة من قادة المملكة – رحمهم الله – مثل الملك فهد بن عبدالعزيز، والأمير نايف بن عبدالعزيز، والأمير سلطان بن سلمان – حفظهم الله – كما تشرفت بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز – أمير منطقة عسير – الذي التقينا به أنا وربعي من رجال قبائل وادعة، واستقبلناه بكل حفاوة وترحيب، في مشهدٍ وطني يجسد التلاحم بين القيادة وأبناء الوطن وروح المشاركة في تنمية المنطقة وازدهارها.
⸻
منفذ علب الحدودي.. بوابة السعودية الجنوبية
يفتخر أهالي ظهران الجنوب بوجود منفذ علب الحدودي، الذي يُعد البوابة الجنوبية للمملكة ويربطها بدولة اليمن الشقيقة.
ولا يقتصر دوره على كونه رمزًا للأمن والسيادة الوطنية، بل كان عبر التاريخ منصة للتجارة والتبادل الاقتصادي بين البلدين.
يقوم رجال القوات المسلحة البواسل بخدمة المنفذ بكل إخلاص وكفاءة، محافظين على أمن الوطن واستقراره.
⸻
ضيافة عسير.. كرم وادعي أصيل
ومن أبرز مظاهر الكرم في المحافظة ضيافة عسير، الاسم الذي أطلقه سمو أمير المنطقة على هذا المعلم الذي يجسد روح الضيافة السعودية الأصيلة.
تقع الضيافة بين حدود ظهران الجنوب ومنطقة نجران، ويمتلكها الأستاذ حسين معيض الوادعي، وتستقبل الضيوف والسياح ورجال القوات المسلحة المرابطين على الحدود بأكرم ترحيب.
إن كرم رجال قبائل وادعة امتداد لإرث الأجداد، وقيمة راسخة في كل قبائل المملكة، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، يجمعهم الدين والانتماء لهذا الوطن الغالي.
⸻
التراث والأسواق والحركة الاقتصادية
تحتضن المحافظة عددًا من القرى والأحياء التاريخية التي تحكي أصالة المكان، مثل: المجزعة، الغيل، المؤنس، كتام، الثويلة، الحصن، آل ثابت، الطلحة، إضافة إلى حي الورود (البحاحة – الخزان) الذي يجمع بين التراث والحداثة.
ويُعد سوق الخميس التاريخي أحد أقدم الأسواق في المنطقة وملتقى للتجار والقبائل، بينما يمثل سوق ظهران الجنوب المركزي رمزًا لازدهار الاقتصاد المحلي، إلى جانب الأسواق والمراكز التجارية والمطاعم والمقاهي الحديثة التي جعلت المحافظة وجهة سياحية متكاملة تجمع بين التراث والنهضة.
⸻
ظهران الجنوب.. بين الأصالة والطموح
تواصل ظهران الجنوب نهضتها العمرانية والسياحية والتجارية في ظل رؤية المملكة 2030، محافظةً على إرثها الكبير وتاريخها المضيء.
إنها مدينة تجمع بين التراث، والحداثة، والجمال الطبيعي، لتبقى رمزًا للفخر الوطني وواجهةً مشرقةً للهوية السعودية.
“ظهران الجنوب… عروس الجنوب ونبض التاريخ، ومشهد خالد للأصالة التي لا تنطفئ.”
⸻
أرض الرجال والوفاء للوطن
في جبالها شموخ لا ينحني، وفي أبنائها وفاء وانتماء صادق للوطن وولاة الأمر.
نحن رجال وادعة وشموخ ظهران الجنوب نواصل مسيرة الأجداد في الدفاع عن الكرامة وحب الوطن والعمل لأجله.
ظهران الجنوب ليست مجرد محافظة، بل عنوان للشموخ السعودي ومصدر فخر لكل أبنائه.
⸻
ختامًا
المملكة العربية السعودية هي ديرتي ووطني الحبيب، أرض واحدة تجمع أبناءها تحت راية التوحيد.
نسأل الله أن يحفظ هذا الوطن الغالي، ويديم أمنه واستقراره، ويبارك في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله – وأن يجعلهما ذخراً للوطن ويحفظ بلادنا وشعبنا من كل مكروه.





