ما إن يُذكر اسم تونس حتى تهتز في القلب أوتار الحنين، وتعود بي الذاكرة إلى أيامٍ جميلةٍ عشتها بين شوارعها الأنيقة وأهلها الطيبين الذين يجمعون بين الرقي والبساطة، وبين لين الحديث وصدق المعاملة.
زرت جزيرة جربة أكثر من مرة، تلك الواحة الساحرة التي تجمع البحر بالتاريخ، والهدوء بالدفء الإنساني، وكلما غادرتها تركت جزءًا من القلب هناك. واليوم، وأنا أتابع اجتماع الزملاء والأحبة من مختلف الأقطار العربية فيها، تغمرني الغبطة لمن نال شرف الحضور في رحاب تونس الخضراء، التي عُرفت بكرم الضيافة وحسن الاستقبال ودفء القلوب.
كنت قد قضيت في آخر زيارة لي في شعر أغسطس من هذا العام نحو أسبوعين في العاصمة التونسية، تنقلت بين أحيائها العتيقة ومقاهيها التي تعبق برائحة الياسمين، وأعددت نفسي للعودة في مناسبة جديدة إلى جربة الحالمة، غير أن الظروف كانت أقوى من الرغبة.
ومع ذلك، يبقى الأمل معقودًا على زيارةٍ قريبةٍ - بإذن الله - ، أُعوض فيها ما فاتني من لقاء الأحبة في (جربة) الجميل والتمتع بجمال المكان وسحر الإنسان التونسي، ذاك الذي لا يملك الزائر أمامه إلا أن يقول: تونس... ما أطيبكِ وطنًا وشعبًا، وما أكرم لقاءك!
وفي هذه المناسبة، أبعث بتحيةٍ صادقةٍ مفعمةٍ بالمودة إلى الصديق الوفي السيد شمس الدين حلاوط، وإلى الأخت العزيزة آسية فتح الله، وإلى كل الكشافة التوانسة الكرام، وفي مقدمتهم الأخ العزيز محمد الخياري، الرجل الأنيق الخلوق الذي تشرفت بلقائه في الكويت، وأهديته آنذاك نسختي من كتابي الأخير «تجربتي في بلاد العم سام».
تحية حبّ ووفاء لتونس وأهلها الطيبين… وإلى لقاءٍ قريبٍ بإذن الله في جربة الحالمة، حيث يجتمع الصفاء بالوفاء.





