إن للكلمة الطيبة أثرًا بالغًا في النفس والمجتمع، فهي مفتاح القلوب، ودواء الجراح، وجسر المحبة بين الناس. بالكلمة الطيبة تُزرع الثقة، ويُبثّ الأمل، وتُشيع الألفة والمودة في القلوب. فهي بلسم للروح، وعبير للنفس، تُهذّب الطباع وتُصلح ما فسد من العلاقات. قال النبي ﷺ: “الكلمة الطيبة صدقة”، فهي عبادةٌ تُقال، وعملٌ يُثاب عليه صاحبه، ودليلٌ على صفاء القلب ونقاء السريرة.
أما الأخلاق، فهي زينة الإنسان وتاج شخصيته، بها يُعرف قدره، وعليها يقوم احترامه لنفسه ولغيره. فالأخلاق ليست شعارات تُرفع، بل سلوك يُمارس في الحياة اليومية، يظهر في الصدق والأمانة والتواضع والإحسان. وبحُسن الخلق ترتقي النفوس، وتُبنى الأمم، ويُعمّ الأمن والسلام بين الناس.
ولقد صدق الشاعر حين قال:
“إنما الأمم الأخلاق ما بقيتْ
فإن همُ ذهبتْ أخلاقُهم ذهبوا”
إن الكلمة الطيبة والأخلاق الحسنة وجهان لعملة واحدة؛ كلاهما مرآةٌ لصفاء النفس وجمال الروح. فالكلمة الطيبة ثمرةُ الأخلاق الرفيعة، والأخلاق تُزهر حين تسقى بالكلمة الطيبة. ومن الناس من تكون كلماته بردًا وسلامًا على من حوله، يواسي بها، ويُصلح، ويُبهج القلوب.
وقد قيل:
“من الكلام ما هو أشدّ من الحجر، وأنفذ من وخز الإبر، وأمرّ من الصبر، وأحرّ من الجمر، وإن من القلوب مزارع، فازرع فيها الكلمة الطيبة، فإن لم تنبت كلها، نبت بعضها.”
فلنجعل من كلامنا طيبًا، ومن أخلاقنا زادًا، فبهما تسمو أرواحنا، ويزدهر مجتمعنا، ويعلو قدرنا عند الله وعند الناس





