في الأفق تلوح رائحة طيبة، كأنها بخور المحبة والنية الصادقة، تفوح من مطبخ الإعداد في الكويت، حيث تُطبخ على نارٍ من الإخلاص تفاصيل لقاء الإيمان والتغذية الروحية – عمرة الرواد (النسخة الثانية)، ذلك البرنامج الذي غدا أيقونةً روحية في ذاكرة رواد ورائدات الكشافة العرب.
عمرة الرواد ليست مجرد رحلةٍ إلى الديار المقدسة، بل هي سفرٌ إلى أعماق النفس، تُغسل فيها القلوب بماء الطهر، وتُجدد فيها العهود بين الإنسان وربه، وبين الكشاف وروحه التي علمته أن يكون نافعًا، محبًا، ومؤمنًا بأن الخير سبيلٌ لا ينقطع.
من الكويت، حيث تُدار جلسات الإعداد في هدوءٍ يليق بعظمة الهدف، تنبعث أنفاس الإيمان من أروقة الاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب، الذي عزم – بإرادةٍ صادقة – على إعادة هذا اللقاء المبارك في شهر جمادى الآخرة القادم، الموافق ديسمبر 2025، ليكون مسك ختام العام، وبداية روحٍ جديدة لعامٍ قادم.
ولأن كل عملٍ عظيمٍ يقف خلفه رجال مخلصون، فقد حمل هذا اللقاء بصمات القائد النبيل الدكتور عبدالله الطريجي، الذي جعل من الإيمان طريقًا للقاء، ومن الكلمة الطيبة جسرًا للتواصل، ومن خلفه يقف الوجيه فيصل بن خريم العنزي، دينامو العمل ووقوده المتقد بالعزيمة والحب، يسهر ويخطط، ليُقدَّم برنامجٌ يليق بالرواد والرائدات في وطننا العربي الكبير.
لقد تركت عمرة الرواد (الأولى) أثرًا لا يُمحى في نفوس من شاركوا فيها، حين احتشد رواد الكشافة والمرشدات ومنتسبو الكشفية من البرلمانيين العرب في أجواءٍ مفعمةٍ بالإيمان والتجرد، فكانت العمرة أول الغيث، وكانت اللحظة التي التقت فيها الأرواح من كل الأوطان على صعيدٍ واحد، في بيت الله الحرام، تلهج بالدعاء، وتشكر نعمة الانتماء إلى هذا البيت الكشفي العربي الذي يجمع ولا يفرق.
واليوم، تعود عمرة الرواد في ثوبٍ جديد، برؤيةٍ أعمق، وبإعدادٍ يليق بتاريخها، وكأن نداءها يقول لكل رائدٍ ورائدةٍ في الوطن العربي:
“تهيّؤوا.. فإن موعد الإيمان قريب، وإن الرحلة القادمة ليست ككل الرحلات، فهي عمرة تُغسل فيها الهموم بالدموع، وتُكتب فيها صفحة جديدة من النور.”
فانتظروا، أيها الرواد والرائدات، وأيها البرلمانيون العرب، ما يُعدّ لكم من لحظاتٍ مفعمةٍ بالسكينة، ولقاءاتٍ تفيض بالمحبة، في شهر الله القادم، جمادى الآخرة 1447هـ، المصادف لشهر ديسمبر 2025م، حيث تتجدد عمرة الرواد، ويتجدد معها وعد الإيمان والتغذية الروحية. وأي عمل يُعد له بروية، وبإخلاصٍ وتأني، حتمًا سيكون رائعًا مكتمل الأركان، هذا علمي وسلامتكم.
ـــــــ
*مرشد سياحي





