عندما تختلط الغيرة بالوفاء، وتتعانق النخوة مع الشجاعة، يولد مشهد استثنائي كعودة القدير حاتم بن عبد الحميد خيمي إلى ناديه “الوحدة” رئيسًا مؤقتًا، في مهمة لا تقل عن كونها إدارة إنقاذ بعد أن عصفت بالنادي رياح الاضطراب وحلّ المجلس السابق بسلطة النظام.
الجميل في المشهد أن من تم اختيارهم هذه المرة رجال خبرة وعلم، يجمعون بين عشق النادي والخبرة الرياضة والإدارية والفنية ، مما جعل القرار محل ترحيب واسع من الوحداويين ومحبي مكة المكرمة كافة.
أعترف أنني كنت في البداية غير مؤيد لعودة (حاتم) إلى الواجهة بعد كل ما جرى، ليس لشك في قدرته، ولكن خشيةً عليه من الدخول مجددًا في أجواءٍ متوترة بعد أن دُمّر الكثير من ملامح النادي الذي أحب ، وانزلاقه في وحل الدمار الحاصل في الكيان لكن عندما علمت أنه عاد بروح الفارس النبيل الذي عرفناه، وبدعمٍ من رموزٍ أوفياء ، أيقنت أن الرجل يعود ليُنقذ لا ليُجرب، وليكتب فصلاً جديدًا من الإخلاص والانتماء.
الوحداويون اليوم يرون في هذه الخطوة انتصارًا حقيقيًا، لا على مستوى القرار فحسب، بل على مستوى الأمل، إذ عاد ناديهم ليُدار بعقلٍ راجحٍ وشخصٍ غير مختلف عليه، جمع حوله القلوب قبل العقول.
ولعل أجمل ما في هذا الإنجاز أنه لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة مطالبات العشاق الذين لم يهدأ لهم بال، ومنهم من عمل بصمتٍ خلف الكواليس حتى تحقق الهدف.
رسالتي إلى العزيز (حاتم) : لقد وقفتَ شجاعًا في زمنٍ صعب، وأمامك اليوم مسؤولية كبرى، فأحط نفسك بالرجال الذين وقفوا معك يومًا من أجل النادي، من أمثال الوجيه دخيل عواد الأحمدي ، ونظيره العاشق الكبير، (بن علي) محمد وزقر، وغيرهم من المحبين المخلصين. استشرهم دائمًا، فـما خاب من استشار.
وأوصيك ( يا أبا محمد) بأن تختار الأكفاء لكل لعبة، وتعيد لنادينا توازنه وهيبته، ولا تنسَ أن صوت النادي هو مركزه الإعلامي ، كن حازمًا في اختيار من يمثله، ووسع القاعدة الإعلامية، ولا تعتمد على فردٍ واحد، بل أنشئ فريقًا متكاملاً متعاونًا، لاسيما وأنت الإعلامي مهنةً كأستاذ اعلام ، واعمل كما تعمل الإدارات في مراكزها الإعلامية الناجحة في الاندية الكبرى كالهلال والنصر والاتحاد والأهلي. فالإعلام اليوم ليس تابعًا للإدارة، بل هو شريك في صنع صورتها.
وفي الختام، أدعو الله لك بالتوفيق والسداد.لقد قبلتَ المهمة في وقتٍ عصيب، ولكنك لها... وأنت قدها وقدود ، هذا علمي وسلامتكم





